للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذى أصابه فيه النوم فيه شيطان، ولذا أمر النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه بالانتقال من الوادى الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس وقال: إن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان (١).

(ولا يقال) إن الانتقال وقت الخطبة عمل منهى عنه، لما فيه من الاشتغال عن سماع الخطبة المأمور به فلا يشمله الحديث (لأن) انتقال الناعس يؤدى إلى ذهاب نعاسه فينتبه للخطبة، ولذلك أمره الشارع بالتحول.

(١٧) ويطلب ممن دخل المسجد ألا يتخطى الرقاب (روى) عبد الله بن بسر أن رجلا جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: اجلس فقد آذيت وآنيت. أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى والحاكم وصححه. وأخرجه ابن ماجه عن جابر (٢). [١٥٢].

(دل) على حرمة تخطى الرقاب يوم الجمعة. وظاهر التقييد بيوم الجمعة أن الحرمة مختصة به، ويحتمل أن التقييد به خرج مخرج الغالب لكثرة الناس فيه، فيكون باقي الصلوات كالجمعة فى عدم جواز التخطي. وهذا هو الظاهر لوجود العلة وهى الإيذاء، بل يجرى ذلك فى مجالس العلم وغيرها.


(١) قال أبو هريرة: عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليأخذ كل
رجل براس راحلته، فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان، ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم سجد سجدتين (الحديث) أخرجه مسلم ص ١٨٣ ج ٥
نووى مسلم (قضاء الفائتة .. ) (١٥) و" عرسنا " من التعريس وهو التزول آخر الليل.
(٢) ص ٧١ ج ٦ الفتح الربانى. وهو ٢٨٥ اج ٦ المنهل العذب (تخطى الرقاب يوم الجمعة) وص ٢٠٧ ج ١ مجتبى (النهى عن تخطى الرقاب والإمام
على المنبر). وص ٢٨٨ ج ١ مستدرك. وص ١٧٨ ج ١ سنن ابن ماجه: " وآنيت " أى تأخرت.