للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبه يجمع بين الأحاديث (قال) الحافظ: واختلف فى وقت فرضيتها، فالأكثر على أنها فرضت بالمدينة، وهو مقتضى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (}.

وقال الشيخ أبو حامد: فرضت بمكة، وهو غريب (١).

(وحكمة) مشروعيتها ما يترتب على الاجتماع لها: من جمع الكلمة والتحاب والتعاطف والتآلف والتعلم وتعود الصبر والامتثال.

ولذا أوجب الله على أهل المدينة والقرية بأسرهم ان يجتمعوا فى كل أسبوع يوماً بعينه فى مسجد يسعهم ليجمع شملهم فى كل أسبوع، كما اجتمع شمل أهل الدور والمنازل فى كل يوم، كما طلب أن يجتمع أهل المدينة مع أهل القرى المتقاربين فى كل سنة مرتين فى ملى بارزين مصحرين (٢) ليسعهم المكان، ويتجدد الأنس بين كافتهم وتشملهم المحبة الناظمة لهم.

ثم أوجب بعد ذلك ان يجتمعوا فى العمر كله مرة واحدة فى الموضع المقدس بمكة، ولم يعين من العمر وقتاً مخصوصاً ليتسع لهم الزمان، وليجتمع أهل المدن المتباعدة كما اجتمع أهل المدينة الواحدة، ويصير حالهم فى الأنس والمحبة وشمول الخبر والسعادة كحال المجتمعين فى كل سنة وفى كل أسبوع وفى كل يوم، فيجتمع بذلك الأنس الطبيعى إلى الخيرات المشتركة، وتتجدد بينهم محبة الشريعة، وليكبروا الله على ما هداهم، ويغتبطوا بالدين القويم القيم الذى الفهم على تقوى الله وطاعته.


(١) ص ٢٣٩ ج ٢ فتح البارى (فرض الجمعة) ..
(٢) مصحرين بضم فسكون: أى بارزين فى الصحراء.