للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولذا) لما علم والي مصر حسين باشا في عهد السلطان مصطفي الثلث العثماني أن الظهر بعد الجمعة لا أصل له من كتاب ولا سنة ولا من عمل الأئمة (أمر) في سنة ١٢٧٧ هجرية بعدم إقامتها في الأزهر وغيره، فجزاه الله خيراً على منع هذه البدعة وأثابه، ووفق من يتنبه لمنعها (١).


(١) وقد نعى كثير من أفاضل علماء الأزهر على المتمسكين بأذيال هذه البدعة (منهم) فضيلة الأستاذ الجليل الشيخ حامد محيسن الشافعي وكيل كلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية. قال في العدد السابع من السنة الثالثة لمجلة نور الإسلام الصادر في جمادى الثانية ١٣٥٦ هـ: تذهب إلى مسجد من مساجد القاهرة أو بلد أخر لتصلى فريضة الجمعة فتسمع أذانا ثم أذانا ثم خطبه ثم خطبه ثانية ثم تقوم الصلاة فتصلى ركعتين الجمعة مؤتماً أنت وجميع من في المسجد بإمام واحد حتى إذا سلم الإمام رأيت طائفة من الجماعة قد انشقت عليه وانحازت إلي جانب من المسجد فاقامت صلاة غير التي صلاة مع الجماعة وركعت أربع ركعات هى صلاة ظهر يوم الجمعة. وما هي بتلك الصلاة الثانية الا كالتي نقضت غزلها من بعد قوه. إذ هي بما أتت قد رجعت إلي تلك الاعمال الكثيرة التي تقدمة صلاة الجمعة فابطلتها مع المقصد التي تلاها ورجعة الي هذا الجمع المترابط الملتئم فصدعته وابطلت غرض الشارع منه. بل أبطلت الغرض العام من الدين والمقصد الاسمي له وهو تضامن الأمه وإتحادها وأن لا يتفرقوا في دينهم شيعا. وإن الذي يصدع قلبك ويملأ نفسك أسفا ويفعمها عجبا أن تري بين هؤلاء الذين صدعوا الجميع واظهروا التفرق علماء دينيون آمين ومؤتمنين. نعم تمتلئ أسفاً وعجباً إذ أنه ليس من شك ولا عمون أنهم تابعون له في تلك الصلاة لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على عهد خليفة من الخلفاء الراشدين ولا عرفها إمام الأمة المجتهدين ولا إمام المذهب الذي يزعمون أنهم تابعون له في تلك الصلاة وهو الإمام الشافعي رضى الله عنه .. ثم هم مع هذا يفعلونها غير مخجلهم أن هذه عبادة مخترعة مبتدعة لا يعرفها الإسلام إذ الإسلام لا يعرف صلاة سادسة، وإذ أنت بحثت عن مبني اختراعهم لتلك العبادة وابتداعهم صلاة سادسة وجدت كل ما هناك أن الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه قال: لا يجمع في مصر وإن عظم وكثرت مساجده إلا في مسجد واحد. تلك كلمة الإمام التي لم يجدوا إلى تأويلها سبيلا إلا أن يخترعوا عبادة لا يعرفها الإسلام ولا من فهموا الإسلام من صحابة الرسول وأئمة المسلمين المجتهدين، ولقد فات هؤلاء أن الإمام الجليل الإمام الشافعي ما أراد من هذا إلا تحقيق الغرض الذي رمي إليه الشارع بهذا التشريع (فريضة الجمعة) =