للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قال) الإمام ابن القيم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتمد على قوس أو عصاً قبل أن يتخذ المنبر. وكان فى الحرب يعتمد على قوس، وفى الجمعة يعتمد على عصاً. ولم يحفظ عنه أنه اعتمد على سيف (وما يظنه) بعض الجهال أنه كان يعتمد على السيف دائماً، وأن ذلك إشارة إلى أن الدين قام بالسيف (فمن فرط) جهله القبيح من وجهين:

(أحدهما ٩ أنالمحفوظ أنه صلى اللهعليه وسلم توكأ على العصا وعلى القوس.

(الثانى) أن الدين إنما قام بالوحى، أما السيف فلمحق اهل الضلال والشرك، ومدينة النبى صلى الله عليه وسلم التى كان يخطب فيها افتتحت بالقرآن ولم تفتح بالسيف، ولا يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه بعد اتخاذ المنبر كان يرقاه بسيف ولا قوس ولا غيره، ولا قبل اتخاذه أنه اخذ بيده سيفاً ألبتة، وإنما كان يعتمد على عصاً أو قوس (١).

ويؤيده (حديث) عمار بن سعد قال: حدثنى أبى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب فى الحرب خطب على قوس، وإذا خطب فى الجمعة خطب على عصاً. أخرجه ابن ماجه والبيهقى (٢). [٢٠٠].

وفى سنده عبد الرحمن بن سعد وهو ضعيف.

(وقال) ابن جريح: قلت لعطاء: أكان النبى صلى الله عليه وسلم يقوم على عصاً إذا خطب ظ قال: نعم كان يعتمد عليها اعتماداً. اخرجه الشافعي والبيهقى مرسلا (٣). [٢٠١].

(١٧) ويسن للخطيب رفع صوته لإسماع الحاضرين، وإظهار الشهامة،


(١) ص ١٧٧ ج ١ زاد المعاد (هديه صلى الله عليه وسلم فى خطبة).
(٢) ص ١٧٧ ج ١ سنن ابن ماجه (فى الخطبة يوم الجمعة) وص ٢٠٦ ج ٣ سنن البيهقى (الإمام يعتمد على عصاً أو قوس .. ).
(٣) ص ١٦٢ ج ١ بدائع المنن. وص ٢٠٦ ج ٣ سنن البيهقى.