للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٩) خطبة للصديق بعد البيعة.

ولما ولي الخلافة قام خطيباً، فحمد الله وأثني عليه بالذي هو أهله، ثم قال:

(أما بعد) أيها الناس، فإني قد وليت عليهم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأتن فقوموني. الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عند حتى آخذ الحق منه إن شاء الله. لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا أخذلهم الله بالذل. ولا تشيع فاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله. فإذا عصمت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

ذكره الحافظ ابن كثير بسند صحيح. وابن الأثير وكذا الباقلاني بلفظ: قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

(أما بعد) فإني وُليِّت أمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن وسن النبي صلى الله عليه وسلم وعلَّمَنا فعلِمْنا. واعلموا أن أكيس الكيس التقى، وأن أحق الحمق الفجور، وأن أقواكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق. أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زِعْت فقومني (١). (٦٠)

(٢٠) خطبة للصديق يوم الجمعة.

وخطب رضى الله عنه في ثاني يوم البيعة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:


(١) ص ٣٠١ ج ٦ البداية والنهاية (خلافة أبي بكر رضى الله عنه .. ) و ١٢٦ ج ٢ تاريخ الكامل (حديث الثقيفة وخلافة أبي بكر) وص ٦٥ إعجاز القرآن: و (الحمق) يضم فسكون وبضمتين: قلة العقل. و (الكيس) بفتح فسكون ضد الحمق: و (زغت) بكسر فسكون: أي ملت.