للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد أن يحشره الله أعمى وقد كان بصيراً. واعلموا أن من كان الله لم يخف شيئاً، ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده؟

أخرجه ابن عساكر وابن كثير (١).

(٣١) خطبة له في الاستعداد للموت

قال مجاهد: خطب عثمان فقال:

ابن آدم: اعلم أن ملك الموت الذي وكل بك لم يزل يخلفك ويتخطى إلى غيرك منذ أنت في الدنيا، وكأنه قد تخطى غيرك إليك وقصدك. فخذ حذرك واستعد له ولا تغفل فإنه لا يغفل عنك. واعلم ابن آدم إن غفلت عن نفسك ولم تستعد لها لم يستعد لها غيرك، ولابد من لقاء الله، فخذ لنفسك ولا تكلها إلى غيرك والسلام. ذكره ابن كثير (٢).

(٣٢) آخر خطبة لعثمان رضي الله عنه

هي قوله: إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوه بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى، وإن الآخرة تبقى، لا تبطرنكم الفانية، ولا تشغلنكم عن الباقية، وآثروا ما يبقى على ما يفنى، فإن الدنيا منقطعة، وإن المصير إلى الله. اتقوا الله فإن تقواه جنة من بأسه، ووسيلة عنده، واحذروا من الله الغير، والزموا جماعتكم لا تصيروا أحزاباً "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون". ذكره ابن كثير والطبري (٣) (٧٣)


(١) ص ٢١٤ ج ٧ البداية والنهاية (ذكر شيء من خطبه).
(٢) انظر ص ٢١٥ ج ٧ البداية والنهاية.
(٣) انظر ص ٢١٥ منه. وص ١٤٩ ج تاريخ الطبري (بعض خطب عثمان رضي الله عنه) والآيتان من آل عمران: ١٠٣، ١٠٤ و (لاتبطرنكم) من أبطره: أدهشه وجعله بطراً بفتح فكسر. و (الغير) كعنب: الأحداث.