للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثانية، وعلى دكة التبليغ جماعة يرفعون أصواتهم جداً بقولهم: آمين آمين يا مجيب السائلين، إلى آخر كلام طويل، وهكذا. فإنا لله وإنا إليه راجعون (١).

(وكتب) عليه العلامة الصاوى ما نصه: (قوله الخطيب الجهول) صيغة مبالغة، لأن جهله مركب لزعمه أنه يأمر بالمعروف، وهو يأمر بالمنكر، لأن اصل قراءة الحديث لم يكن مأموراً بها فى الخطبة أصلا، فهو منالبدع كما تقدم. والإنصات ولو بين الخطبتين واجب. ورفع الأصوات الكثيرة ولو بالذكر حرام. فهذا الخهطيب ضل فى نفسه وأضل غيره (٢).

(وقد سئل) الأستاذ الشيخ محمد عبده مفتى الديار المصرية عن الترقية والدعاء عند جلوس الخطيب والدعاء للسلطان عند دعاء الخطيب.

(فأجاب) بقوله: صرحوا بكراهة ما يفعله المؤذن (وهو المعروف بالترقية) من الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عند صعود الخطيب، وما يفعله من الدعاء حال جلسته، والدعاء للسلطان بالنصر ونحو ذلك بأصوات مرتفعة، وصرحوا بأن الإمام يجهر وجوباً بحسب الجماعة، فإن زاد عليه أساء. وقال الزاهدى: لو زاد على الحاجة فهو أفضل. وصرح فى الفتح عن الخلاصة بأنه إذا كان رجل يكتب الفقه وبجانبه رجل يقرأ القرآن ولا يمكن للكاتب استماع القرآن، فلإثم على القارئ، وعلى هذا لو قرأ على السطح والناس نيام يأثم. أهـ. لأن ذلك يكون سبباً لإعراضهم عن استماعه، أو لأنه يؤذيهم بإيقاظهم. وقالوا: إنه يجب على القارئ احترام القرآن بألا يقرأ فى الأسواق ومواضع الاشتغال، فإذا قرأه فيها كان هو المضيع لحرمته، فيكون الإثم عليه دون أهل الاشتغال، دفعاً للحرج (٣).


(١) ص ١٥٥ ج ١ صغير الدردير وحاشية الصاوى عليه.
(٢) انظر ص ١٥٥ ج ١ صغير الدردير وحاشية الصاوى عليه.
(٣) هذا بعض فتوى صادرة من المفتى بتاريخ ٢ رجب سنة ١٣١٩ هـ مسجلة بسجل رقم ٢ نمرة ٣٨٠ مسلسلة: وتقدم تمامها:
(أ) ... حكم الجهر بقراءة الكهف فى المسجد.
(ب) ... حكم التبليغ خلف الإمام بهامش ص ٢٦٢ ج ٢ دين (وقال) العلامة القاسمى فى كتاب إصلاح المساجد: من المقرر أن الخطيب إذا ارتقى المنبر فلا تبتدأ صلاة ولا يجهر بدعاء تأهباً لسماع الخطبة وإجلالا للمقام وتخشعاً لهذه العبادة الأسبوعية. وقد اتفق الفقهاء على الحظر من الجهر بالذكر أو الاستغفار أو الدعاء أو النداء فى تلك الحالة استدلالا بما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت "٥٠" (تقدم رقم ٢٦ ص ٣٠) فاثبت له اللغو بذلك مع أنه ينهى عنمنكر، فكيف بمن لا يكون قوله كذلك؟ لا جرم أنه اشد منه لغواً وإثماً. إذا تحقق ذلك تبين أن ما يقوله بعض المؤذنين يوم الجمعة بين يدى الخطيب إذا جلس من الخطبة الأولى غفر الله لك ولوالديك ولنا ولوالدينا والحاضرين .. إلخ، منكر يلزم إنكاره، لأنه ذكر غير مشروع فى وقت هو وقت الصمت أو التفكر القلبى للاتعاظ. فتفريق جمعية قلوب الحاضرين برفع الصوت بذلك والجراءة على الجهر به فى هذا الموضع الرهيب، لا يختلف فقيه فى نكارته، فلذلك يلزم للخطيب ومن قدر على إزالته أن ينهى عنه أسوة بكل منكر. أ. هـ.