للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لا يعرف معناه كعسبلوان، وقد يكون دالا على ما ليس صحيح ولا مشروع ولم ينقل ذلك عن أحد منأهل العلم. أفاده فى كشاف القناع (١).

(ومن) أفظع المنكرات قيام الحرس- حال صلاة الأمير أو السلطان أو الرئيس أو الملك الجمعة- حاملى السلاح يحرسونه ولا يصلون مع المصلين، كأنهم ما خلقوا إلا لحراسة عبد من العبيد، وما كلفوا بطاعة الرب المجيد، ولم يسمعوا قول النبى صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لأحد فى معصية الله، إنما الطاعة فى المعروف. أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائى عن على رضى الله عنه (٢). [٢٥٩].

فليتق الملوك والرؤساء ربهم فى رعيتهم، وليقفوا بهم عند حدود الواحد المعبود، لينجو يوم العرض على العزيز الجبار، يوم ينادى المنادى: لمن الملك اليوم؟ فيقال: لله الواحد القهار (٣).


(١) ص ٣٥٧ ج ١ كشاف القناع.
(٢) انظر رقم ٩٩٠٢ ص ٤٣٢ ج ٦ فيض القدير.
(٣) وفى عهد الملكالسابق (فاروق) أبطلت هذه البدعة المنكرة التى ترتب عليها ترك بعض المصلين لصلاة الجمعة التى فرضها الله عليهم.
(وقد) أبان فضل ذلك حضرة الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ عبد الجليل عيسى ناصر عميد كلية اللغة العربية السابق فى كلمة بليغة نشرت فى الأهرام يوم السبت ٢٤ منذى القعدة ١٣٥٥ هـ. تحت عنوان:
إحياء السنن الدينية
قالك لو يعلم الناس ما فى هذا الصنيع الحسن لشكروا الله تعالى إذ فيه القضاء على بدع أحدثتها المماليك فأخذت تنخر فى عظام الدين من أمد بعيد، وبه صار جميع الحرس فى المسجد عند أمر الله لا عند أمرغيره: فإن المساجد لله وحده فيصلون مع المصلين، ويعبدون مع العابدين، ويتضرعون مع المتضرعين، إن هذا لهو الفوز العظيم، ولمثل هذا فليعمل العاملون. وكم كان جميلا رهيباً أن يسمع الناس اذان الجمعة خالصاً مما كان يشوبه من التغنى والتمطيط الذى جعله بالموسيقى أشبه منه بالأذان، فأصبح خالصاً لله تتجلجل فيه عظمة الله، فتبعث فى النفوس الخشية منه تعالى. فيقبل العبد على الصلاة ممتلثاً رهبة وخشوعاً لتنجح صلاته ويفلح فى عبادته (قد أفلح المؤمنو الذين هم فى صلاتهم خاشعون).