للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وتقدم) فى بحث " ما يباح فى المسجد" رد دعوى أن اللعب فيه بالحراب ونحوها منسوخ (١) ويجوز الضرب بالدف يومالعيد والغناء الخالى عن التكسر والغزل ونحوه مما يثير النفوس (لحديث) عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان فى أيام منى تغنيان وتضربان بدفين ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى عليه بثوبه، فانتهرهما، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه فقال: دعهما يا أبا بكر فإنها ايام عيد. أخرجه أحمد ومسلم (٢). [

٣١٨].

(ولقول) عائشة: دخل ابو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاوت به الأنصار يوم بعاث وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أبمزاميرالشيطان فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك فى يوم عيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا. أخرجه الشيخان (٣). [٣١٩].


(١) ص ١٦٢ ج ٦ الفتح الربانى وص ١٨٣ ج ٦ نووى مسلم. والمراد بالدف دف العرب، وهو مدور لا خروق فى جلده ولا جلاجل فيه. وأما دف الملاهى فهو مدور جلده من رق أبيض ناعم وفيه جلاجل تسمى بالطار، صوته مطرب لنغمته.
(٢) ص ٣٠٤ ج ٢ فتح البارى (سنة العيدين لأهل الإسلام) وص ١٨٢ ج ٦ نووى مسلم. و (بعاث) بضم ففتح غير مصروف على الأشهر: اسم حصن للأوس على ميلين منالمدينة، كانت به حرب عظيمة بينهم وبين الخزرج سنة سبع من البعثة قتل فيها خلق من أشرافهم وكبرائهم وكانت الغلبة فيه للأوس. وكان الأوس والخزرج أخوين فوقعت بينهما عداوة بسبب قتيل وتطاولت فتنتهم عشرين ومائة سنة. وآخر وقعة بينهم يوم بعاث. وهو مما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فى أسباب دخولهم فى الإسلام. قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقد افترق ملؤهم وقتلت ثراتهم، وتأسست الضغائن والعداوة بينهم، فألف الله بينهم ببركة النبى صلى الله عليه وسلم.

وفى هذا نزل قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} آل عمران الاية ١٠٣، وقوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} الأنفال ٦٣ (وقالت) عائشة: كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد افترق ملؤهم وقتل ثراتهم. أخرجه البخارى (٧٢) انظر ص ١٨٨ ج ٧ فتح البارى (مقدم النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه المدينة).
(٣) الحداء كغراب: الغناء للإبل حثاً لها على السير.