للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(ثم) إِنَّ بعضَهُم يتركون الأُضْحية ويَشْتَرُون اللحم ويطبخون أَلوان الأَطْعِمة التى تكُومن الأُضحِية المشروعة ببعض ثمن ما أَنفقوه أَو مثله، فقد حرمهم إِبليس اللَّعِين هذه البركة العُظْمَى والحير الشامل بتَسْوِيله وتَزْيِينِه تركه لهم.

(ثم) إِنَّ مَنْ يُضَحِّى منهم يذْبَحْ ليلةَ العيد، فإِن نَوَى الأُضْحِية وقد عَيَّنَها فهو آثِمٌ فى ذَبْحها قبل وَقْتِها ويلزمه بَدَلها فى وَقْتِها، وكَذَا إِنْ لم يُعَيِّنها. وإِنْ لم يَنْوِ بها الأُضْحِيَة فق أَسَاءَ فى فِعْلِه بارتِكابِه خلآف المشروع، لأَنَّ السُّنَّةَ فى حق القادر على الأُضْحِيَة أَن يُضَحِّى بها فى وقْتِهَا (يعنى بعد صلاة العيد) ويفطر على زيادة الكَبد منها.

(ثم) إِنَّ بعض مَنْ يُضَحِّى يعمل الطعام لَيْلاً حتى إِذا جاءُوا من صلاة الْعِيدِ أَكَلُوا منه هُمْ ومَنْ يختارون، ثم يَشْتَغِلُونَ بذبح الأُضْحِية. ولهذه الْعِلَّة قَدَّمَ بعضهم الذبح لَيْلاً فوقع فيما تقَدَّم. وهذا كُلُّه بِدْعَ‍ة.

(وانظر) إِلى مَكِيدَةِ إِبليس اللَّعين وما أَدْخَلَ من سُمُومِه على بعض المسلمين بتَسْوِيلهِ لهم ترك هذه السُّنة فحرمهم جزيلَ ثوابِهَا بما وَسْوَسَ إِليهم مِن الْعِلَل القَبِيحة الشَّنِيعَة، فَزَيَّنَ لِكُلِّ أَهل إِقليم ما يقبلونه منه. فإِذا قُلْتَ لبعض مَنْ لم يُضَحّ من أَهل مِصْر: لِمَ لآ تُضَحِّى؟ يقول: لىِ مَعَارِف كَثيرة وخرُوف وَاحِد لآ يَكْفِيهم، فمنْ بقى منهم يَلُومنى ولا يلزمنى أَكْثر من خَرُوف. وإِذا قُلْتَ للفقير: لِمَ تَتَكَلَّف الأُضْحِية وهى لآ تُطْلَب منك؟ يقول: قَبِيحٌ من الْجِيران والأَهل والمعارف أَن يقولوا فُلآنٌ لم يُضَحّ (فصارت) هذه القربة بالنظر إِلى فعلها وتركها مَشُوبة بالنظر إِلى الخلق وتحسينهم وتَقْبِيحِهم. فإِنَّا لله وإِنَّا إِليه راجعون.