للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقد) ذكَرَ ابن الحاج فى المدخل بعض ما أُحْدِثَ فى هذه الليلة من الْبِدَع، فقال: فمنها إِتْيَانِهم المسجد واجتماعهم فيه (ومنها) زيادة وَقُود القناديل فيه. وقد تقَدَّمَ ما فى ذلك من المفاسِد (ومنها) فَرْش البُسُط والسجَّادات وغيرها (ومنها) السَّقَّاءُون، وفى ذلك من المفاسِد جُمْلة كالْبَيْع والشِّرَاءِ فى المسجد، والضَّرْبِ بالطَّاسَاتِ فيه، وَرَفْع الصِّوْت بقوله عَطْشَان سَبِيل ونحوه، وتَخَطِّى رِقَابِ الناس، وتَلْوِيثِ المسجد بالماءِ، والأَقْدَام المتَنَجِّسَة، وحَمْل النَّعْل تحت إِبطِه، أَوْ خلف ظَهْره دُونَ شَئ يَشُدّه، لأَنه يتحرَّك بحركَتِه فيقَعُ ما فيه من أَذَى فى المسجد (ومنها) اجتماعهم حلقات، كُلّ حلقه لها كَبِير يَقْتَدُونَ به فى الذكْر والقراءَة، ولَيْتَ ذلك لو كان كان ذِكْراً أَو قراءَةً (يعنى مَشْرُوعَيْن) لكنهم يَلْعَبُونَ بدِين الله تعالى، فالذَّاكِر منهم فى الغالب لا يقول: لا إِله إِلاَّ الله، بل يُحَرِّقها فيقول: لإِيلآهِ يِ لله، فيجعلون عِوَض الهمزة ياءً، وهى همزة قطع جعلوها همزة وصل، وإِذا قالوا " سُبْحَان الله " يمطِّطُونها ويرجعونها حتى لا تكاد تُفْهَم، والقارئُ يقرأْ القرآن فيزيد فيه ما ليس منه، وينقص منه ما هُوَ فيه بحسَبِ تلك النغمات والترجيعات التى تُشْبه الغناءَ وغيره مما عُلِمَ من أَحوالهم الذَّمِيمَة (ثم فيها) مِنَ الأَمْر العظيم أَنَّ القارئ يبتدئ بقراءّةِ القرآنِ، والآخر يُنْشِدُ الشِّعْر أَوْ يُريد أَن يُنْشِدّهُ فَيُسْكِتُونَ القارئ أَوْ يَهُمُّونَ بذلك، أَوْ يتركُونَ هذا فى شِعْره، وهذا فى قِرَاءَتِهِ.


= كان يحن دائماً إلى مناجاة ربه والوقوف بين يديه، حتى كان لا يجد له لذة إلا فى تلك المناجاة (وجعلت قرة عينى فى الصلاة) وفى الحق إن الصلاة التى أمر بها المؤمنون طهرة للقلوب ومعراج للرب وإسراء إلى ساحة الفضل والإنعام، فمن شاء أن يسرى به ربه وأن تعرج به ملائكة الرحمة فليدم مناجاة ربه، وليحسن وقوفه بين يديه " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ".