للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ولكن هذا فى عالم البرزخ. والآية إنما هى فى الدار الدنيا. وقوله عز وجل: " أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء "، كما ينزل جبريل عليه الصلاة والسلام وغيره من الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. قاله ابن كثير.
(وقالت) عائشة رضى الله عنها: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح (الحديث) أخرجه البخارى [٩٣] ص ١٧ ج ١ فتح البارى (كيف بدء الوحى).
(ولما) كانت الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين وهى الركن الأول من أركان الإسلام بعد الشهادتين، والمحافظة عليها أول واجب يتحلى به المؤمن لما لها من الأثر الطيب فى الدنيا والآخرة، لذا أوفد الله عز وجل جبريل ومعه ميكائيل يستدعيان حبيبه وصفيه، ليلقى عليه وحيه فى ذلكم المقام الأعلى، ويفرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس بلا واسطة.
(ففريضة) هذا شأنها حقيق بالمؤمن أن يعنى بها ويهتم بشأنها، ويحافظ عليها خاشعاً خاضعاً مطمئناً فى ركوعها وسجودها متذكراً:
(أ) " قول " النبى صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً، قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدى من تطوع؟ فيكمل به ما انتقص من الفريضة. ثم يكون سائر عمله على ذلك. أخرجه النسائى وأبو داود وابن ماجه والترمذى (وهذا لفظه) عن أبى هريرة [٩٤]. انظر رقم ٤١٢ ص ٢٩٣ ج ٢ دين (الرواتب).
(ب) " وقول " الله عز وجل فى حديث قدسى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتى، ولم يتكبر على خلقى، ولم يبت مصراً على خطييئته، وقطع النهار فى ذكرى، ورحم المكسين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب، ذلك نوره كنور الشمس، أكلؤه بعزتى، وأستحفظه ملائكتى، أجعل له فى الظلمة نوراً، وفى الجهالة حلماً، ومثله فى خلق كمثل الفردوس فى الجنة. أخرجه الدارقطنى فى الأفراد عن على كرم الله وجهة عن النبى صلى الله عليه وسلم [٩٥] رقم ٢٤٤ ص ٣٨ الإتحافات السنية فى الأحاديث القدسية.
(ويعجبنى) أيما إعجاب قول بعض الفضلاء: وإذا كان للمؤمنين أن ينتفعوا بذكرى الإسراء، فليذكروا بها فضل الله على نبيه الذى جاهد فى تثبيت هذا الدين ونشره والعمل على إسعاد الإنسانية به، وينتهجوا خطته فى ذلك، حتى يكونوا من المؤمنين حقاً بهذا الفضل، وحتى يحوزوا رضاء الله وإسعاده. وليذكروا بها أن الله فرض عليهم فى ليلتها على لسان نبيه - وقد ارتفع ما بينهما من حجب - خمس صلوات فى اليوم والليلة، فيها يناجون ربهم، وبها يشعرون بواجب العبودية التى خلعت على نبيهم فى تلك الليلة تكريماً وتشريفاً، لم يفرضها كما فرض غيرها من الواجبات والأركان وإنما فرضها فى كوكبه من الملإ الأعلى وفى جذوة من الإشراق والأنوار، تنويهاً ورمزاً لمكانتها. وليذكروا أن الرسول الذى نال فخر الإسراء =