للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= شماله بكى. حتى عرج إلى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح. فقال له خانها مثل ما قال الأول ففتح (الحديث) أخرجه البخارى [٩٠] ص ٣١٣ ج ١ فتح البارى (كيف فرضت الصلاة فى الإسراء).
هذا. وقد تواترت الروايات فى حديث الإسراء.
(وهذه) الروايات وإن لم تكن كلها صحيحة، فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
(وقد) اختلف العلماء أكان الإسراء والمعراج ببدنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروحه أم بروحه فقط؟ والأكثر على أنهما كانا ببدنه وروحه يقظة، لقوله تعالى: " سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله ".
(فالتسبيح) إنما يكون عند الأمور العظام، فلو كان مناماً لم يكن فيه كبير شئ ولم يكن مستعظماً، ولما بادر كفار قريش إلى تكذبيه، ولما ارتدت جماعة ممن كانوا قد أسلموا، (وأيضاً) فإن العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد، وقد قال تعالى: " أسرى بعبده ليلا ". وقال تعالى: " وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس ". قال ابن عباس: هى رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به. والشجرة الملعونة هى شجرة الزقوم. رواه البخارى والترمذى [١٨] ص ١٣٨ ج ١ تيسير الوصول (سورة الإسراء) (وقال) تعالى: تعالى: " ما زاغ البصر وما طغى ". والبصر من خواص الذات لا الروح (وأيضاً) فإنه حمل على البرق وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، وإنما يكون هذا للبدن للروح، لأنها لا تحتاج فى حركتها إلى مركب تركب عليه. قاله ابن كثير.
هذا. وحمة الإسراء والمعراج أن الله تعالى شرع الشرائع بواسطة إلهام الرسول أو كلامه من وراء حجاب، أو إرسال الملك، أو الرؤيا الصادقة. قال الله تعالى: " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء، إنه علىٌّ حكيم " الشورى: ٥١.
(فهذه) مقامات الوحى بالنسبة إلى الله تعالى، وهو أنه تارة يقذف فى روع النبى صلى الله عليه وسلم شيئاً لا يتمارى فيه أنه من الله عز وجل، كما جاء فى صحيح ابن حبان عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث فى روعى (بضم الراء، أى قلبى وخاطرى) أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأخملوا فى الطلب [٩١] ص ٣٨٣ ج ٧ تفسير ابن كثير (سورة الشورى). وقوله تعالى: " أو من وراء حجاب " كما كلم موسى عليه الصلاة والسلام. فإنه سأل الرؤية بعد التكلم فحجب عنها. وفى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجابر بن عبد الله رضى الله عنهما: ما كلم الله أحداً من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحاً [٩٢] ص ٣٨٤ ج ٧ تفسير ابن كثير. و (كفاحاً) أى مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. كذا جاء الحديث، وكان أبو جابر قد قتل يوم أحد. =