للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" ولحديث عائشة " أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّى فى كُسُوف الشمس والقمر أَربع ركعاتٍ وأَربع سجداتٍ وقرأَ فى الركعة الأُولى بالعَنْكَبُوت أَو الرُّوم، وفى الثنية بيسن، أَخرجه الدارقطنى (١) {١٣٩} قال فى التلخيص وذكر القمر فيها مُسْتغرب ..

" وعن " أَبى بَكْرَةَ أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى ركعتَيْن مثل صلاتِكُم هذه فى كُسُوفِ الشمس والقمر. أَخرجه البيهقى وكذا البخارى بلفظ: انْكَسَفَت الشمس على عَهْدِ البنىِّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى ركعتين (٢) {١٤٠}.

(قال) الحافظ: وفى ذلك رَدّ على مَنْ قال لا تُنْدَب الجماعة فى كُسُوفِ القمر، وفَرَّقَ بوجودِ المشَقَّة فى الليل غالباً دون النَّهَار. ووقَعَ عند ابن حبان من وَجْهِ آخر أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فى كُسُوف القمر. ولفظه من طريق النَّضْر بن شميل عن أَشْعَثَ بإِسناده فى هذا الحديث - يَعْنى حديث أَبى بَكْرَة - صَلَّى فى كُسُوفِ الشمس والقمر ركعتَيْن مثل صلاتِكُم. وأَخرجه الدارقطنى أَيضاً. وفى هذا رَدّ على مَنْ أَطلق كابن رشيد أَنه صلى الله عليه سلم لم يُصَلّ فيه. ومنهم مَنْ أَوَّلَ قوله: صَلَّى، أَى أَمَرَ باصَّلآة جماً بين الرواتين (وقال) صاحب الهدى: لم يُنْقَل أَنَّهُ صَلَّى فى كُسُوفِ القمر فى جماعة، لكن حكَى ابن حبان فى السِّيرة: أَنَّ القمر خَسَف فى السنة الخامسة فَصَلَّى النبى صلى الله عليه وسلم بأَصحابه صلاةَ الكُسُوف، وكانت أَوَّل صلاةِ كُسُوفٍ فى الإِسلام. وهذا إِنْ ثبت انتفى التَّأْويل المذكُور (٣).


(١) ص ١٨٨ سنن الدارقطبى (صفة صلاة الكسوف والخسوف).
(٢) ص ٣٣٨ ج ٣ سنن البيهقى (الصلاة فى الخسوف القمر)، وص ٣٧١ ج ٢ فتح البارى (الصلاة فى كسوف القمر).
(٣) ص ٣٨١ ج ٢ فتح البارى. الشرح (الصلاة فى كسوف القمر).