للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الرفع حتى بَدَا بياض إِبطَيْه، ثم حَوَّل إِلى الناس ظهره وقلب أَوْ حَوَّل ردَاءَهُ وهو رَافِعٌ يَدَيْه. ثم أَقبل على الناس ونَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْن، فأَنْشَأَ اللهُ سحابةً فرعَدَتْ وبَرَقَتْ ثم أَمطرت بإِذْنِ الله، فلم يَأْتِ مسجده حتى بَدَتْ نَوَاجِذَهُ، فقال: أَشْهَدُ أَنَّ الله على كُلِّ شَىْءٍ قَدِير وأَنِّى عَبْدُ اللهِ ورَسُوله. أَخرجه أَبو داود والبيهقى والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين (١) {١٥٠}.

(ويُسْتَحَبُّ) التنظُّفَ بالماءِ واستعمالِ السِّوَاك وما يقطع الرَّائِحَة. ويُسْتَحَبُّ الخروج لكَافَّةِ الناس. وخروج الشُّيوخ ومَنْ كان ذَا دِينٍ وصلاح أَشَدً استحباباً، لأَنه أَسْرَع للإِجابة. فأَمَّا النِّسَاءَ فلآ بأْسَ بخروج العجائز ومَنْ لا هيئةَ لها. فأَمَّا الشَّوَابّ وذَوَاتِ الهيئة فلا يُسْتَحَبُّ لهنَّ الخروج، لأَنَّ الضَّرَرَ فى خروجهنَّ أَكْثَر مِنَ النَّفْع. ولا يُسْتَحَبُّ إِخراجَ البهائم، لأَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم لم يَفْعُله. وإِذا عَزَمَ الإِمامُ على الخروج اسْتُحِبَّ له أَنْ يَعِدَ الناس يَوْماً يخرجُونَ فيه، وبَأْمُرَهُم بالتَّوْبة مِنَ المعاصِى والخروج مِن المظالم، والصَّيَام والصَّدَقة، وترك التَّشَاحُن ليّكُونَ أَقْرَبَ لإِجابَتِهم، فإِنَّ المعاصِى سَبَبُ الجدب، والطَّاعَةُ تَكُون سبباً للبركات. قال الله تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ". قاله أَبو محمد عبد الله بن قدامة (٢).


(١) ص ١٣ ج ٧ المنهل العذب (رفع اليدين فى الاستسقاء)، وص ٣٤٩ ج ٣ سنن البيهقى، وص ٢٣٨ ج ١ مستدرك. و (قحوط) بضمتين، مصدر قحط كخضع، يقال: و (إبان) الشئ بكسر الهمزة وشد الباء: أوله (واجعل ما أنزلت علينا .. إلأخ) يعنى اجعل المطر سبباً لحياة الزرع وغيره الذى به نقوى. واجعله كافياً لنا مدة احتياجنا له.
(٢) ص ٢٨٤ ج ٢ مغنى (صلاة الاستسقاء).