للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - وقت الاستسقاء:

الاستسقاءُ بالدعاءِ ليس له وقت مُعَيَّين اتفاقاً، وكذا صلاته لا تختَص بوَقْتٍ عند الجمهور فَتَجُوزُ فى كُلِّ وَقْتٍ لَيْلاً أَوْ نَهَاراً إِلاَّ أَوقاتَ النَّهْى (قال) أَبو مُحمد عبد الله بن قدامة: وليس لصلاة الاستسقاءِ وَقْتٌ مُعَيَّن، إِلاَّ أَنَّهَا لا تفعل فى وَقْت النَّهْى بغير خِلاف، لأَنَّ وقتها مُتَّسع فلا حاجةَ إِلى فِعْلِها فى وَقْتِ النَّهْى. والأَوْلى فِعْلها وَقْتَ الْعِيد، لما رَوَتْ عائشةَ أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حِينَ بَدَا حاجِب الشمس. رواه أَبو داود. ولأَنَّهَا تُشْبِهها فى الموْضِع والصِّفَة، فكذلك فى الوقت، إِلاَّ أَنَّ وَقْتَها لآ يَفُوتُ بزَوَالِ الشمس، لأَنَّهَا ليس لها يَوْمٌ مُعَيَّن فلا يكُونُ لها وَقْتٌ مُعيَّن (١).

٣ - أنواع الاستسقاء - هى أربعة:

(ا) الاستسقاءُ فى خطبةِ الجمعةِ: يَدْعُو الإِمام على المنبر ويُؤَمِّن الناس (روى) شَرِيك بن أَبى نمر عن أَنَس بن مالك أَنَّ رَجُلاً دخل المسجد يومَ الجمعةِ ورسولُ الله صلى الله عليه وعلى آلأه وسلم قائم يَخْطُبُ، فقال: يا رسول الله، هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ الله يغيثنا، فَرَفَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَدَيْه ثم قالَ: اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا. قال أَنَس: ولا والله ما نَرَى فى السماءِ من سَحَابٍ ولا قَزَعَةٍ - وما بيننا وبين سَلْع من بَيْتٍ ولا دار - فَطَلَعَتْ من ورائِه سَحَابةٌ مثل التُّرس، فَلَمَّا تَوَسَّطَت السَّماءَ انتشرت ثم أَمْطَرَتْ، المقبلة ورسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائم يَخْطُبُ، فاسْتَقْبَلَهُ


(١) ص ٢٨٦ ج مغنى (ليس لصلاة الاستسقاء وقت معين) وما نسبه لأبى داود هو جملة من الحديث السابق رقم ١٥٠ ص ١٣٢ (حكم الاستسقاء).