للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل بُطُونهما مَّمِا يَلِى الأَرْض حتى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبطَيْه. أَخرجه أَبو داود والبيهقى (١) {١٦٢}.

(وفى هذه) الأَحادِيث دَلِيلٌ على أَنَّ السُّنة فى كُلِّ دعاءٍ لرفع بلاءٍ كالقَحْطِ ونحوه أَنْ يرفع يَدَيْهِ جاعِلاً ظهر كَفَّيْه إِلى السَّماءِ.

(وحكمته) الإِشارة إِلى تَحَوُّل الحال من الشِّدَّةِ والقَحْطِ إِلى الرَّخاءِ " لحديث " ابن عباس أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال: سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُم، ولا تَسْأَلُوه بظُهُررِها، فإِذا فَرَغْتُم فامْسَحُوا بها وجُوهَكُم. أَخرجه أَبو داود. وقال: روى هذا من غير طريق عن ابن عباس يرفعه. وكلها وَاهِية. وهذا الطريق أَمثلها وهو ضعيف (٢) {١٦٣} أَى لأَنَّ فيه أَبا المقدام هشام بن زياد. ضعفه غير واحد من الحفَّاظ (٣).

واختلفوا فى كيفيةِ تحويل الرداءِ (فقال) أَبو يُوسُف ومُحمد: يُحَوَّل الإِمام دون القَوْم. بأَن يجعل طرف ردائه الأَيمن على عاتقه الأَيْسَر وبالعَكْس إِنْ كانَ الرِّداء مُدَوَّراً، وإِنْ كان مُرَبَّعاً جَعَلَ أَعْلآه أَسْفَل وبالعكس " لقول" محمد بن مُسْلم الزُّهرى: أَخْبَرَنى عَبَّاد بن تميم


(١) ص ١٢ ج ٧ المنهل العذب (رفع اليدين فى الاستسقاء) وص ٣٥٧ ج ٣ سنن البيهقى وقد ثبت بالأحاديث الكثيرة الشهيرة أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه عند الدعاء فى غير الاستسقاء كما تقدم فى بحث " رفع اليدين حال الدعاء " ص ٣٥٠ ج ٢ دين طبعة ثانية (ولا يقال) كيف يرى بياض إبطيه وهو لابس ثيابه (لاحتمال) ألا يكون لابساً ثوبه حينئذ، بل كان مرتدياً، من خصوصياته صلى الله عليه وسلم. فإن آباط غيره مفمور بالشعر، متغيرة اللون.
(٢) تقدم رقم ٥١٨ ص ٣٥٠ ج ٢ دين (رفع اليدين حال الدعاء) وهذا عجز الحديث وصدره عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لا تستروا الجدر. من نظر فى كتاب أخيه بغير إّنه فإنما ينظر فى النار. وسلوا الله ... إلخ.
(٣) فالحديث ضعيف. وتصحيح السيوطى له غير مسلم. ولكن له شواهد تقوية منها ما تقدم فى بحث " رفع اليدين حال الدعاء " صفحة ٣٥١ ج ٢ دين طبعة ثانية.