للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المازنىّ أَنه سَمِعَ عمه (عبد الله بن زيد) يقول: خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً يَسْتَسْقى، فَحَوَّل إِلى الناس ظَهْرَهُ يَدْعُو الله عَزَّ وجَلَّ، واستقبل القِبْلَةَ وحَوَّل رِدَاءَهُ فجعل عِطافه الأَيمن على عاتقِه الأَيْسَر وجعل عِطافه الأَيْسَر على عاتقِه الأَيمن ثم دَعَا الله عَزَّ وجَلَّ. أَخرجه أَبو داود والبيهقى (١) {١٦٤}.

(وروى) سفيان الثورى عن أَبى بكْر بن مُحمد بن عَمْرو بن حزم أَنه سمع عَبَّاد بن تميم عن عمه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلى المصَلَّى واستقبل القِبْلةَ وقَلَبَ رِدَاءَهُ وصَلَّى ركعتَيْن. قال سفيان: قَلْبُ الرِّدَاءِ: جَعْل اليمين الشَّمال والشَّمال اليمين. أَخرجه أَحمد (٢) {١٦٥}.

(وقال) مالك وأَحمد: يُحَوِّل الإِمام والْقَوْم الملابس بجَعْل ما على العاتِق اليمين على اليَسَار وبالْعِكْس. وبه قَلَت الشافعية: إِذا كانَ الرِّداءُ مُدَوَّراً، فإِنْ كان مُرَبَّعاً فَعَل به ذلك، وجعل أَعْلآهُ أَسْفَله وأَسْفَله أَعْلآه " لقول " عبد الله بن زيد: رأَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين اسْتَسْقَى لنا، أَطَالَ الدُّعاءَ وأَكْثَر المسأَلة. ثم تَحَوَّلَ إِلى القِبْلَة وحَوَّل رِدَاءَهُ فَقَلَبَهُ ظَهْراً لِبَطْن وتَحَوَّلَ النَّاس معه. أَخرجه أَحمد هكذا (٣) {١٦٦} واسْتَشْهَدَ به الحافظ ابن حجر، لكن ذكره بلفظ: وحَوَّل النَّاس معه. وأَخرجه السِّتة مُقتصرين عل قوله: وحَوَّل رِدَاءَهُ. وهو الحديث الآتى.

هذا. والتَّحْوِيل يكون عند استقبال القِبْلَة للدُّعاءِ " لحديث " عَبَّاد ابن تميم أَنَّ عبد الله بن زيد أَخبره أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج


(١) ص ٤ ج ٧ المنهل العذب (صلاة الاستسقاء) وص ٣٥٠ ج ٣ سنن البيهقى (كيفية تحويل الرداء)، و (العطاف) بكسر العين فى الأصل: الرداء، سمى بذلك لوقوعه على عطفى الرجل بكسر العين المهملة، أى ناحيتى عنقه.
(٢) ص ٢٤٣ ج؟ الفتح الربانى، وص ٢٤٤ منه (تحويل الإمام والناس أرديتهم فى الدعاء).
(٣) ص ٢٤٣ ج؟ الفتح الربانى، وص ٢٤٤ منه (تحويل الإمام والناس أرديتهم فى الدعاء).