للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) العلامة محمد الصنعاني: وأما الكمية وهي جعلها عشرين ركعة فليس فيه حديث مرفوع الا ما رواه عبدٌ بن حميد والطبراني من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بسنده إلى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان عشرينَ ركْعة والوتر {١٨٢} (وقال) في سُبل الرشاد: أبو شيبة ضعفه أحمد وابن معين والخمسة وغيرهم. وكَذَّبه شُعْبة. وقال ابن معين ليس بثقة. وعُدّ هذا الحديث من منكراتِه (وقال) الأذرعي في المتوسط "وأما" ما نُقِلَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بهم في تلك الليلة عشرين ركعة لم تصحّ، بل الثَّابت في الصَّحِيح الصَّلاة مِنْ غير ذِكْر الْعَدَد (١) (ثم قال) إذا عرفت هذا علمتَ أنهُ ليس في العشرين روايةً مرفوعة، بل الثابت حديث عائشةَ المتفق عليه أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم ما كانَ يزيدُ في رمضانَ ولا غيره على إحدى عشرةَ ركعة (فعرفت) من هذا كله أنَّ صلاة التراويح على هذا الأسلوب الذي اتفق عليه الأكثر بدعة. نعم قيام رمضان سنة بلا خلاف. والجماعة في نافلتِه لا تنكر. وقد ائتمَّ ابن عباسٍ رضيَ الله عنهما وغيره بِهِ صلى الله عليه وسلم في صلاةِ الليل (لكن) جعل هذه الكيفية والكمية سُنَّة والمحافظة عليها، هو الذي نقول: إنَّه بدعة (وهذا) عُمَر رضي الله عنه خَرَجَ أولاً والناس أوزاعٌ متفرقون، منهم من يصلي منفرداً، ومنهم من يصلي جماعةً على ما كانوا في عصره صلى الله عليه وسلم، وخيرُ الأُمُورِ ما كَانَ على عهدِهِ عليه الصلاة والسلام (٢).


(١) ص ١٢ ج ٢ سبل السلام (تعيين قيام رمضان بعشرين بدعة).
(٢) ص ١٣ منه (ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم صلى القيام عشرين ركعة غير صحيح).