للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقال) بعضهم: عدد ركعات التراويح عشر غير الوتر "لقول" السائب بن يزيد: كنا نصلي في زمن عمر بن الخطاب في رمضان ثلاث عشرة ركعة، ولكن واللهِ ما كنا نخرج الا في وجاه الصبح، كان القاريءُ يقرأ في كلِّ ركعة بخمسين آية، ستين آية. أخرجه مُحمد بن نصر ومُحمد بن إسحاق وقال: وما سمعتُ في ذلك حديثاً هو أثبتُ عِندِي ولا أحْرَى بأَن يكُون من حَديثِ السائب. وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَتْ له من الليل ثلاث عشرة ركعة (١) {٣٤}.

(وعن) مالكٍ أن عددها ستٌّ وثلاثون ركعة غير الوتر (قال) نافع مولى ابن عمر: لم أدرك الناس إلا وهم يصلون تسعاً وثلاثين ركعة ويوترون منها بثلاثٍ. ذكره محمد بن نصر. وذكره في المدونة (٢) {٣٥}.

(قال) الزرقاني: وذَكَر ابن حبيب أن التراويح كانتْ أولاً إحْدَى عشرة ركعة، كانُوا يُطيلون القراءةَ فثقل عليهم فخففوا القراءةَ وزادوا في عدد الركعات، فكانوا يصلون عشرين ركعة غير الشفع والوتر بقراءةٍ متوسطة، ثم خففوا القراءة وجعلوا الركعات ستاً وثلاثين غير الشفع والوتر. ومضى الأمر على ذلك (٣).

والسبب في أن أهل المدينة كانوا يصلونها ستاً وثلاثين أن أهل مكة كانوا يطوفون بالكعبة بين كل ترويحتين، ولا يطوفون بعد الترويحة الخامسة، فأراد أهلُ المدينة مساواتهم فجعلوا مكانَ كل طوافٍ أربع ركعات، فزادوا على العشرين سِتّ عشرة ركعة.

(قال) الحافظ: والجمع بين هذه الروايات مُمْكِن باختلافِ الأحْوَال


(١) ص ٩١ و ٩٢ قيام الليل (عدد الركعات التي يقوم بها الامام للناس في رمضان) و (وجاه) بكسر الوار، وتضم، أي ما كنا نخرج الا في مقابل (الصبح).
(٢) ص ٩١ و ٩٢ قيام الليل (عدد الركعات التي يقوم بها الامام للناس في رمضان) و (وجاه) بكسر الوار، وتضم، أي ما كنا نخرج الا في مقابل (الصبح).
(٣) ص ٢١٦ ج ١ شرح الموطإ (قيام رمضان).