للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعْنى بالنافلة أَنَّهَا للنبىِّ صلى الله عليه وسلم خاصَّةً، أُمِرَ بقيام الليل الليل وكُتِبَ عليه. أَخرجه ابن جَرِير وابن أَبى حاتم وابن مردويه (١) {٤٤}.

(وأَجاب) الجمهور بأَنَّ معنَى الآية: جعل الله التَّهَجُّدَ نَفْلاً فى حقك، زيادةً لدرجاتك، وشكراً منك لمولاك على ما أَوْلاك. أَمَّا في حقِّ الأُمة فشرع تكفيراً للسَّيئات.

هذا. والكلام هُنَا يَنْحَصِرُ في سِتَّة عشَر بحثاً.

١ - فضل قيام الليل:

هُوَ في الفَضْل في المرتبة الرابعة بعد المكْتُوبة والرَّوَاتِب وما تشرع فيه الجماعة كالْعِيد والكُسُوف والتَّرَاوِيح.

(وبهذا) قال الجمهور. وعن أَحمد وبعض الشافعية أَنه يَلِى المكْتُوبة فى الفَضْل. وتَطَوُّع الليل أَفْضَل من تَطَوُّع النهار. (روى) أَبو هريرة أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال: أَفْضَلُ الصَّلاةِ بعد المكَتُوبة الصَّلاةُ فى جَوْف الليل، وأَفْضَلُ الصِّيام بَعْدَ شهر رمضانَ شهر اللهِ المحَّرم. أَخرجه مسلم والثلاثة (٢) {١٩٥}.

فى الحديث دَلِيلٌ لما اتفق العلماءُ عليه أَنَّ تَطَوُّع اللَّيل أَفْضَلُ من تَطَوُّع النهار. وفيه حُجَّة لأَبى إِسحاق المروزى ومَنْ وَافَقَهُ على أَنَّ صلاةَ الليل أَفْضَلُ من السُّنَن الرَّاتبة (وقال) أَكْثر العلماءِ: الرَّوَاتِب أَفْضَل لأَنها تُشْبه الفَرَائض (والأَوَّل) أَقْوَى وأَوْفَق للحديث. قاله النَّوَوِى (وقال) الطِّيبى: ولَعَمْرِى إِنَّ صلاةِ التَّهَجُّد لو لم يكُنْ فيها فَضْلٌ سِوَى قوله تعالى: " وَمِنَ اللَّيْل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ


(١) ص ٩٦ ج ٥ جامع البيان (سورة الإسراء).
(٢) ص ٥٥ ج ٨ نووى مسلم (فضل صوم المحرم) وص ١٨٣ ج ١٠ المنهل العذب، وص ٢٤٠ ج ١ مجتبى (فضل صلاة الليل) وص ٣٣١ ج ١ تحفة الأحوذى.