للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (نادى) صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بحرمة الربا. وأول ربا وضعه ربا عمه العباس حتى يرى الناس صنيعه بأقرب الناس إليه وأكرمهم عليه، فيسهل عليهم ترك مالهم، وتنقطع وساوس الشيطان من صدورهم.
(على هذا) السنن الإلهي كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم في أمر زينب، كبر على العرب أن يفصلوا عن أهلهم من ألصقوه بأنسابهم من أدعيائهم، كما دل عليه قوله تعالى: "ولا تخشى الناس" الخ. فعمد النبي صلى الله عليه وسلم عن سنته إلى خرق العادة بنفسه، وما كان ينبغي له ولا من مقتضى الحكمة أن يكلف أحد الأدعياء الأباعد عنه أن يتزوج ثم يأمره بالطلاق ثم يأمر من كان قد تبناه أن يتزوج مطلقته، ففي ذلك من المشقة مع تحكم العادة وتمكن الاشمئزاز من النفوس مالا يخفي على أحد. فألهمه الله أن يتولى الأمر بنفسه في أحد عتقائه، لتسقط العادة بالفعل كما ألغى حكمها بالقول الفصل، (لهذا) أرغم النبي صلى الله عليه وسلم زينب أن تتزوج بزيد وهو مولاه وصفيه، والنبي صلى الله عليه وسلم نجد في نفسه أن هذا الزواج مقدمة لتقرير لشرع وتنفيذ حكم الهي. اهـ.
[فائدتان]:
(الأولى) زينب بنت جحش الأسدية، أسلمت قديماً وكانت من المؤمنات المهاجرات، تزوجها زيد بن حارثة، ولما طلقها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في صفر سنة خمس من الهجرة (يونية ٦٢٦ م) وعمرها خمس وثلاثون سنة. كان اسماً (برة) فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب، وكانت صالحة صوامة قوامة كثيرة لخير، تعمل بيدها وتتصدق.
(قال) أنس: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين، فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به، فقال: حلوه ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد. أخرجه الشيخان [٣٣٣] تقدم رقم ٢٨٩ ص ٢١٢.
(وأرسل) إليها عمر اثنى عشر ألف درهم كما فرض لأمهات المؤمنين، فأخذتها وفرقتها في قرابتها وقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد هذان فماتت سنة عشرين من الهجرة وعمرها خمسون أو ثلاثة وخمسون سنة وصلى عليها عمر، رضي الله عنهما.
(وهي) أول من مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه (قالت) عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً، فكن يتطاولن أيتهن أطوال يداً؟ فكانت أطوالنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق. أخرجه مسلم [٣٣٤] ص ٨ ج ١٦ نووي مسلم (فضل زينب أم المؤمنين).
(والمراد) بطول اليد: كثرة الكرم والصدقة. =