(وعن عبد الله) بن شداد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن زينب بنت جحش أواهة، فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: الخاشع المتضرع، وإن إبراهيم لحليم أواه منيب. أخرجه ابن عبد البر [٣٣٥] ص ٧٣٤ ج ٢ الاستيعاب. (وعن) محمد بن عبد الرحمن بن الحارث أن عائشة رضي الله عنها ذكرت زينب بنت جحش فقالت: ولم تكن امرأة خيراً منها في الدين واتقي الله تعالى وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبذلاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به إلى الله عز وجل. أخرجه ابن عبد البر [٥٣] ص ٧٣٣ و ٧٣٤ ج ٢ الاستيعاب (زينب بنت جحش). "الثانية" زيد بن حارثة بن شراحيل أشهر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبي في الجاهلية وأتى به سوق عكاظ، فاشترته خديجة رضي الله عنها وهو ابن ثماني سنين، ووهبته للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، فأعتقه. (وقد) حزن لفقاه أبوه حزناً شديداً، فلما علم أنه بمكة قدم ليفديه، فدخل هو وخوه كعب بن شراحيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن عبد المطلب، يا ابن هاشم، يا ابن سيد قومه، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه. فقال: من هو: قال: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا غير ذلك؟ قال: ما هو: قال: ادعوه وخيروه، فإن اختاركم فهو لكمن وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني أحداً. قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت. (فدعاه) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل تعرف هؤلاء: قال نعم، هذا أبي، وهذا عمي. قال: فأنا من قد عرفت ورأيت صحبتي لك. فاخترني أو اخترهما. قال: ما أريدهما، وما أنا بالذي اختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك واهلك؟ قال: نعم، وقد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه عند الكعبة فقال: يا من حضر اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه. فلما رأى ذلك أبوه وعمه، طابت نفوسهما وانصرفا. (وهاجر) زيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخير. وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المؤمنين يوم بدر. =