(وكان) ابيض مشرباً بحمرة، وكان رضي الله عنه سيداً كبير الشأن، جليل القدر، حبيباً إلى النبي صلى الله عليه وسلمن يقال له الحب، ولابنه أسامة: الحب ابن الحب. (وهو) أو من أسلم من الموالي. (قال) ابن عمر رضي الله عنهما: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً وأمر عليهم أسامة بن زيد رضي الله عنهما، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال: إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لحليفاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلى، وإن هذا لمن أحب الناس إلى بعده. أخرجه الشيخان والترمذي [٣٣٦] ص ٨٦ ج ٣ تيسير الوصول (زيد بن حارثة وابنه أسامة). (وقال) ابن عمر: فرض عمر (أي قدر وظيفة) لأسامة بن زيد رضي الله عنهما في ثلاثة آلاف وخمسمائة (من بيت المال) وفرض لي في ثلاثة آلاف. فقلت: لم فضلت أسامة على؟ فوالله ما سبقني إلى مشهد، فقال: يا بني، كان زيد رضي الله عنه احب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أسامة رضي الله عنه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي (بكسر الحاء وقد تضم، أي محبوبي). أخرجه الترمذي وحسنه [٥٣] ص ٨٧ ج ٣ تيسير الوصول (زيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهما). (ولم يذكر) الله تعالى في القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام باسمه العلم إلا زيداً. قال تعالى: "فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها". (وأمره) رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجيش في غزوة مؤتة، فقاتل حتى قتل رضي الله عنه في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة، وعمره خمس وأربعون سنة.