للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (الصلاة كفارة)، وص ٢ مسند الطيالسي. و (الآية) تمامها: "فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" سورة آل عمران، الآية ١٣٥ نزلت لما قال المؤمنون: يا رسول الله، كانت بنو إسرائيل أكرم على الله منا، كان أحدهم إذا أذنب اصبح وكفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه: اجدع انفك أو اذنك، افعل كذا وكذا. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية. قاله ابن مسعود.
"وقال" عطاء: نزلت في أبى معبد التمار: ، أتته امرأة حسناء تبتاع تمراً فقال: أن هذا التمر ليس بجيد، وفي البيت أجود منه، فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها. فقالت له: اتق الله. فتركها وندم على ذلك. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له أمره، فنزلت الآية. ص ٢٤٥ ج ٢ معالم التنزيل للبغوي " والذين إذا فعلوا فاحشة" أي فعلة قبيحة لم يأذن الله بها. والفاحشة في الأصل تطلق على كل معصية. والمراد بها هنا الزنا "أو ظلموا أنفسهم" باقتراف ذنب آخر. وقيل: الفاحشة الكبيرة، وظلم النفس الصغيرة "ذكروا الله" أي ذكروا وعيده وانه سائلهم ومحاسبهم. أو ذكروا الله باللسان "فاستغفروا لذنوبهم" أي طلبوا مغفرتها من الله "ومن يغفر الذنوب إلا الله؟ " استفهام إنكاري بمعنى النفي، أي لا يغفرها أحد سواه.

"روى" الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عرف الحق لأهله. أخرجه أحمد [٣٤٥] ص ٤٣٥ ج ٣ مسند أحمد.
"ولم يصروا على ما فعلوا" أي لم يستمروا على المعصية ولم يعزموا على الرجوع إلى الذنب "وهم يعلمون" قبحه. وأن من تاب قبل الله توبته، فهم كلما ارتكبوا ذنباً تابوا منه.
روي" أبو بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة. أخرجه أبو داود وأبو يعلي [٣٤٦] ص ١٧٨ ج ٨ المنهل العذب (الاستغفار).
وفي سنده عثمان بن واقد. وثقه يحيي بن معين وضعفه أبو داود. ويقويه حديث: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار. أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس [٣٤٧] رقم ٩٩٢٠ ص ٤٣٦ ج ٦ فيض القدير. وفي سنده أبو شيبة الخراساني. قال البخاري: لا يتابع على حديثه.
(وقد) تضمنت الآية:
(أولاً): مدح المستغفرين والترغيب في التوبة وطلب المغفرة، وحث المذنبين على أن يقفوا مواقف الخضوع والتذلل والخشية والندم، وأن الاستغفار من الذنب ينفع المذنبين. قال الله تعالى: "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" سورة طه من الآية ٨٢
(وقد) ورد في ذلك أدلة منها:
"قول" عطاف بن خالد: بلغني أنه لما نزل قوله تعالى: "ومني غفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا"، صاح إبليس بجنوده وحثا على رأسه التراب، ودعا بالويل والثبور =