للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعاً من التسابيح وهي الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن، للمناسبة بينهن وبينها في الاسم، وتارة يقرأ بإذا زلزلت والعاديات والعصر والإخلاص، وتارةً بالتكاثر والعصر وقل يأيها الكافرون والإخلاص (وقد ورد) فيها عدة أحاديث لا تخلو من مقال أمثلها حديث عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: يا عباس يا عماه، ألا أعطيك؟ ألا أمنجك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل لك (١) عشر خصال؟ إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته. عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله اكبر، خمس عشرة مرة (٢)،

ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً (٣)، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها


(١) (ألا افعل لك) أي لأجلك. و (عشر خصال) بالنصب مفعول تنازعه الأفعال السابقة. وفيه تقدير مضاف، أي ألا أعلمك مكفر عشرة أنواع من ذنوبك. و (خطأه) "لا يقال" الخطأ لا إثم فيه "لحديث" رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. أخرجه الطبراني عن ثوبان. وفيه يزيد بن ربيعة الرجي وهو ضعيف [٣٧٠] رقم ٤٤٦١ ص ٣٤ ج ٤ فيض القدير. فكيف يعد من الذنب؟ "لأنا نقول" المراد بالذنب ما فيه نقص أجر وإن لم يكن فيه إثم. ويحتمل أن المراد مغفرة ما ترتب على الخطأ من إتلاف ونحو. وعليه فالمراد بالمغفرة ترضيه الخصوم. و (عشر) بالرفع خبر لمحذوف، أي هذه عشر خصال، وهي أول الذنب وآخر. الخ. ويصح نصبه بفعل محذوب، أي خذ عسر خصال.
(٢) وفي رواية الترمذي من حديث أبي رافع: فإذا انقضت القراءة فقل: الله اكبر، والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع. اهـ. وفيه أن الترتيب بين هذه الكلمات غير لازم ..
(٣) و (أنت راكع) أي تقولها بعد تسبيح الركوع (ففي) الترمذي قال أبو وهب: واخبرني عبد العزيز بن أبي رذمة عن عبد الله (يعني ابن المبارك) انه قال: يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم، وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثاً، ثم يسبح التسبيحات. اهـ. وكذا التسبيح حال الاعتدال والجلوس بين السجدتين، يكون بعد الدعاء الوارد فيهما.