للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودليل ذلك حديث عمرو بن العاص رضى الله عنه: أن النبى صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة فى القرآن: منها ثلاث فى المفصل، وفى سورة الحج


= الله أولا بالحسنى فقال (ارايت) أى أخبرنى (إن كان على الهدى) أى فماظنك إن كان المنهى على الطريق المستقيم فيما يفعل؟ (أو أمر بالتقوى) بقوله، وأنت تزخره وتتوعده على صلاته؟ (ارايت) هى فى المواضع الثلاثة للتعجب، وهو إيقاع المخاطب فى العجب. والخطاب قيل للنبى صلى الله عليه وسلم، وقيل لكل من يتأتى خطابه (إن كذب وتولى) أى إن دوام أبو جهل على تكذيبه النبى صلى الله عليه وسلم وتوليه عن الإيمان (ألم يعلم بأن الله يرى) أى أما علم هذا الناهى لهذا المهتدى أن الله يراه ويسمع كلامه وسيجازيه على فعله الجزاء الأوفى؟
(والمعنى) اعجب منه يا مخاطب حيث ينهى عن الصلاة والمنهى على الهدى آمر بالتقوى والناهى مكذب متول عن الايمان. ثم توعده وهدده الله تعالى بقوله (كلا) ردع وزجر لأبى جهل ونحوه (لئن لم ينته) أى لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والكفر والعناد (لنسفعا بالناصية) السفع القبض على الشئ بشدة، والناصية فى الأصل مقدم الراس أو الشعر المقدم. والمراد هنا الشخص. والمعنى لنأخذنه أخذ عزيز مقتدر بالهلاك فى الدنيا يوم بدر (فقد) قال عبد الرحمن بن عوف: بينا ابا واقف فى الصف يوم بدر فنظرت عن يمينى وشمالى فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة اسنانها تمنيت أن أكون بين اضلع منهما (جمع ضلع) فغمزنى أحدهما فقال: يا عم هل تعرف ابا جهل؟ قلت: نعم ما حاجتك إليه يابن أخى؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله عليه وسلم والذى نفسى بيده لئن رايته لا يفارق سوادى سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك. فغمزنى الآخر فقال لى مثلها. فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول فى الناس فقلت: ألا إن هذا صاحبكما الذى سالتمانى. فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرا هـ فقال: أيكما قتله؟ قال كل واحد منهما أنا قتلته. قال هل مسحتما سيفكما؟ قالا. لا. فنظر فى السيفين فقال: كلا كما قتله وجعل سلبه (بفتحتين أى ما معه من ثيابه وسلاحه ومركبه وغيرها) لمعاذ بن عمرو ابن الجموح وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح. اخرجه أحمد والبخارى] ٤٠ [انظر ص ٣٦ ج ٢١ - الفتح الربانى. وص ٢١٨ ج ٧ فتح البارى. =