للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدون التحريمة (ولنا) أن الأمر تعلق بمطلق السجود فلو أوجبنا شيئاً آخر لزدنا على النص، ولأن السجود وجب تعظيما لله تعالى وخضوعا له، وترك التحريمة ليس بمناف للتعظيم (١).

(١٠) ما يقال فى سجود التلاوة:

إن كان سجوده فى الصلاة، قال فيه ما يقال فى سجودها، وإن كان خارجها قال ما شاء مما ورد (ومنه) ما فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول فى سجود القرآن بالليل: سجد وجهى للذى خلقه وصورة وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. أخرجه أحمد والأربعة والبيهقى، وزاد فتبارك الله أحسن الخالقين. وصححه أبن السكن (٢) {٦١}. (وما) فى حديث ابن عباس قال: كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال: إنى رأيت البارحة فيما يرى النائم كأنى أصلى إلى أصل شجرة فقرأت السجدة فسجدتُ فسجدتَ الشجرة لسحودى فسمعتها تقول اللهم احطط عنى بها وزرا واكتب لى بها أجرا: واجعلها لى عندك ذخرا، قال ابن عباس: فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم قرأ السجدة فسجد فسمعته يقول فى سجوده مثل الذى أخبره الرجل عن قول الشجرة. أخرجه ابن ماجه والحاكم وابن حبان والترمذى (٣) {

٦٢} وفى سنده الحسن بن


(١) انظر ص ١٩٢ ج ١ بدائع الصنائع (سنن السجود).
(٢) انظر ص ١٦١ ج ٤ - الفتح الربانى - وص ٣٧ ج ٨ - المنهل العذب (ما يقول إذا سجد) (وص ١٧٩ ج ٢ تيسير الوصول ٠ تفصيل سجود القرآن) وص ٣٢٥ ج ٢ بيهقى (ما يقول فى سجود التلاوة).
(٣) انظر ص ١٦٨ ج ١ سنن ابن ماجة (سجود القرآن) وص ٤٠٢ ج ١ تحفة الأحوذى (ما يقول فى سجود القرآن) (فأتاه رجل) خو أبو سعيد الخدرى. وقد روى الحديث عنه قال السندى: كأن النبى صلى الله وعلى آله وسلم أول الشجرة بنفسه الكريمة، لكونه شجرة الدين وأصله. فصلاة الرجل إلى اصل الشجرة هو اقتداؤه به فى الصلاة وغيرها من أمور الدين وقراءة السجدة هو قص هذه الرؤيا عليه .. وقد رأى أن الشجرة سجدت عند ذلك وقالت ما قالت، فسجد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم عند قص الرؤيا عليه وقال ما قال و (احطط) أى ضع عنى بسبب هذه السجدة أو فى مقابلتها الوزر ولفظ الترمذى: اللهم اكتب لى بها عندك أجرا وضع عنى بها وزرا، واجعلها عندك ذخرا، وتقبلها منى كما تقبلتها من عبدك داود اهوليس المراد المماثلة من كل وجه بل فى مطلق القبول. فاله السيوطى فى حاشية الترمذى. والأقرب اعتبار التشبيه فى كمال القبول والكمال فى كل بحسب مرتبته.