للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فائدتان) (الأولى) يحرم على الرجال خضاب يديه أو رجليه بالحناء لغير ضرورة لما فيه من التشبه بالنساء (قال) السيوطى فى الحاوى. وأما خضاب اليدين والرجلين بالحناء فيستحب للمرأة المتزوجة، وحرام على الرجال إلا الحاجة (ومن الدليل) على تحريمه للرجال ما رواه أبو داود عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء فقال ما بال هذا؟ فقيل يا رسول الله يتشبه بالنساء فامر به فنفى الى النقيع (١) {٢٥٤}.

(ومنها) حديث الصحيحين عن أنس أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن يتزعفر الرجل (٢) {٢٥٥}. وعلة النهى اللون لا الرائحة، فإن ريح الطيب للرجل محبوب (٣) والحناء فى هذا كالزعفران. والأحاديث فى

استحبابه للنساء المتزوجات كثيرة مشهورة (٤) أهـ.

(الثانية) من اللباس الخاص بالرجال القلانس والعمائم والنعال. فلا يجوز للمرأة لبس ذكر. لما فيه من التشبه بالرجال (قال) الشعرانى كشف الغمة: وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينهى النساء عن لبس العمائم وهى


(١) انظر ص ٢٨٢ ج ٤ سنن ابى داود (الحكم فى المخنثين - الأدب) و (النقيع) بالنون موضع بينه وبين المدينة عشرون فرسخا.
(٢) تقدم رقم ١٠٩ ص ١٤٢ (لبس المعصفر والمزعفر).
(٣) ولحديث: طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه. وطيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه. أخرجه الترمذى عن ابى خريرة والطبرانى عن أنس والبزار وقال الهيثمى: رجاله الصحيح] ٢٥٦ [انظر رقم ٥٣١٨ ص ٢٨٤ ج ٤ فيض القدير.
(٤) منها (ماروت) كريمة بنت همام أن امرآة سالت عائشة عن خضاب الحناء قالت لا باس به، ولكنى أكرهه لأن حبيبى صلى الله عليه وسلم كان يكره ريحه. اخرجه ابو داود قال تعنى خضاب شعر الرأس (٣٦) انظر ص ٧٦ ج ٤ سنن ابى داود (الخضاب للنساء) (وحديث) عائشة أن امرأة مدت يدها الى النبى صلى الله عليه وسلم بكتاب فقبض يده. فقالت: يا رسول الله مددت يدى اليك بكتاب فلم تأخذه. فقال ما ادرى أبدا امراة هى أم رجل؟ قالت: بل يد امرأة قال: لو كنت امرأة لغيرت أظفارك بالحناء أخرجه أحمد وأبو داود والنسائى وهذا لفظه (٢٥٧) أنظر ص ٧٧ ج ابى داود (الخضاب للنساء) (وحديث ٩ ابن عمر قال: دخل على النبى صلى الله عليه وسلم نسوة من الأنصاء فقال: يا معشر الأنصاء اختضين عما (أى خضابا مستويا) واخفضن ولا تنهكن (بفتح فسكون ففتح، أى لا تبالغن فى خنان الأنثى) فإنه أحظى عند أزواجكن، وغياكن وكفر المنعمين قال مندل يعنى الزوج. أخرجه البزار، وفيه مندل بن على وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات. قاله الهيثمى (٢٥٨) انظر ص ١٧١ ج ٥ مجمع الزوائد (زينة النساء واختضابهن) (قول) مسلم بن عبد الرحمن: رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء عام الفتح على الصفا فجاءت امرأة كأن يدها يد الرجل، فأنبى أن يبايعها حتى ذهبت فغيرت يدها بصفرة وأناه رجل فى يده خاتم من حديد. فقال: ما طهر الله بداعيها خاتم من حديد. أخرجه الطبرانى فى الأوسط والبزار، فيه سميسة بنت نبهان ن قال الهيثمى: لم أعرفها. وبقية رجاله ثقات (٢٥٩) انظر ص ١٧٢ ج ٥ مجمع الزوائد (زينة النساء واختضابهن).