للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الملائكة كانوا بعمائم سود " وبعضهم بعمائم بيض كما فى رواية، فالملائكة فى الأولى المراد بهم أكثرهم بقرينة هذه الرواية، وأمره صلى الله عليه وسلم لأمته بلبس البياض وقال إنها خير الثياب (وفى رواية) إن أحسن ما زرتم به الله فى قبوركم ومساجدكم البياض (١) {٢٦٩} أهـ (وقال) فى تحفة المحتاج بشرح المنهاج: والفضل فى لونها يعنى العمامة البياض " وصحة " لبسه صلى الله عليه وسلم لعمامة سوداء، ونزول أكثر الملائكة يوم بدر بعمائم صفر "وقائع " محتملة فلا تتنافى عموم الخبر الصحيح الأمر بلبس البياض وأنه خير الألوان فى الحياة والموت أهـ.

(وقال) العلامة محمد الكتانى: لم ار فى شئ من الآحاديث التى وقفت عليها الآن ما يصرح بلبسه عليه الصلاة والسلام للعمامة البيضاء، إلا أن المتبادر من كلامهم ومن إيثاره صلى الله عليه وعلى آله وسلم البياض على غيره فى غالب أحواله، لبسه لها فى الغالب لا سيما فى الجمع والأعياد والمحافل. وكأن هذا هو سر عدم اعتنائهم بإشاعه ذلك وإشهار ذكره، لأنه إنما يعنى كثيرا بالأشياء النادرة المخالفة للعادة. أما الأمور الكثيرة الشهيرة الموافقة للعادة فلا يحتاج الى اشاعتها والتنصيص عليها. لأن ذلك من باب الإخبار بما هو معلوم. ثم وجدت العلامة الصبان فى كتابه " إسعاف الراغبين فى سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته للطاهرين " قال ما نصه: ولبس - يعنى النبى صلى الله عليه وسلم. العمامة البيضاء والسوداء والصفراء والأكثر البيضاء أهـ (٢)

(وقال) الماوردى فى الأحكام السلطانية: ينبغى للإمام أن يلبس السواد لخبر مسلم، لكن ضعفه النووى بأن الذى واظب عليه النبى صلى الله عليه وعلى


(١) أخرجه ابن ماجه عن شريح بن عبيد عن ابى الدرداء انظر ص ١٩٣ ج ٢ (البياض من الثياب) وفى سنده مروان بن سالم الغفارى متروك الحديث. وباقى رجاله ثقات وشريح لم يسمع من أبى الدرداء.
(٢) انظر ص ٨٥ - الدعامة فى أحكام سنة العمامة.