للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبادة، وسميت عادة لما ذكرنا. ولما لم تكن من مكملات الدين وشعائره سميت سنة الزوائد بخلاف سنة الهدى، وهى السنن المؤكدة القريبة من الواجب التى يضلل تاركها لأن تركها استخفاف بالدين (وبخلاف) النفل فإنه كما قالوا: ما شرع لنا زيادة على الفرض، والواجب والسنة بنوعيها. ولذا جعلوه قسما رابعا وجعلوا منه المندوب والمستحب وهو ما ورد به دليل ندب يخصه كما فى التحرير.

(فالنفل) ما ورد به دليل ندب عموما أو خصوصا ولم يواظب عليه النبى صلى الله عليه وسلم، ولذا كان دون سنن الزوائد كما صرح به فى التنقيح فاغتنم تحقيق هذا المحل فإنك لا تجده فى غير هذا الكتاب أهـ ملخصا.

(وملخص) القول أن سنن الهدى هى المعبر عنها عند الفقهاء بالسنة المؤكدة وسنن الزوائد هى المعبر عنها عندهم بالمندوب والمستحب، وأنه لا خلاف فى حصول الثواب بفعل سنن الزوائد كالمندوب.

(وأما) ثبوت الكراهة وعدمها بترك سنن الزوائد والمندوبات، فظاهر عبارات الأصوليين والفقهاء عدم الكراهة. وعن بعضهم أن تركها مكروه تنزيها (والحق) أن تركها خلاف الأولى، فإن كراهى التنزيه لابد فيها من نهى مخصوص كما يؤخذ من كلام ابن عابدين فى " باب مندوبات الوضوء " من رد المحتار. والله تعالى أعلم.

خاتمة فى اللباس وفيها ثمانية مباحث

١ - لباس النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

ينحصر بيانه فى عدة أمور:

(١) كان صلى الله عليه وسلم يلبس من الثياب ما وجد من إزار أو رداء أو قميص أو جبة أو غيرها. قال ابو بردة: دخلت على عائشة فأخرجت لى إزار غليظا