للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرجع المقدام أى قال: إنا لله وإنا اليه راجعون. فقال له فلان (١): أتعدها مصيبة؟ فقال له: ولم لا اراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجره فقال: هذا منى وحسين من على (٢) فقال الأسدى: جمرة أطفأها الله (٣) فقال المقدام: أما أنا فلا ابرح اليوم حتى أغيظك واسمعك ما تكره. ثم قال يا معاوية: إن أنا صدقت فصدقنى وإن أنا كذبت فكذبنى قال افعل. قال: فانشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله


= بهذا شيا ما رايناك تفعله بأحد. قال: ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين. فلما ولى لم يهرق فى خلافته بمحجبة من دم. اخرجه] ٣٣١ [انظر ص ٣٣٠ جـ ١ - الإصابة فى تمييز الصحابة (ترجمة الحسن بن على)
(وكانت) خلافته سنة اشهر واياما. توفى رضى الله عنه سنة تسع واربعين أو سنة خمسين مسموما، قيل سمته امرأته جعدة بإشارة يزيد بن معاوية (قال) عمر بن إسحاق: دخلت أنا وصاحب لى على الحسن بن على فقال: لقد لفظت طائفة من كبدى، وإنى قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذا فأتاه الحسين بن على رضى الله عنهما فساله من سقاك؟ فابى أن يخبره أخرجه ابن سعد (٥٧) انظر ص ٣٣١ ج ١ - الإصابة فى تمييز الصحابة.
(١) فلان هو معاوية بن ابى سفيان. وأعجب العجب منه ألا يرى مثل موت الحسن ابن على - ابن بنت رسول اله صلى الله عليه وسلم الذى قد سماه سيدا - مصيبة وموتة من أعظم المصائب. ولله در المقدام رضى الله عنه فقد تكلم الحق وجاهر به ولم يخش فيه لومة لائم هكذا يكون المؤمن الصادق.
(٢) " هذا " أى الحسن منى أى يشبهنى والحسين يشبه عليا رضى الله عنهم وكان الحسن ذا حلم وأتاه كالنبى صلى الله عليه وسلم وكان الحسين ذا شدة وباس كابيه رضى الله عنهم.
(٣) جمرة الخ يريد أن الحسن رضى الله عنه كان فتنه. فلما توفى سكنت وما قال السدى ذلك إلا ملقا وتقربا الى معاوية فض الله فاه، وجزى المقدام خيرا