والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لا فينا إن الآلي قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا ولما رأى ما بهم من النصب قال: اللهم إن العيش عيش الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا
ولما تم الخندق أقبلت الأحزاب كما قال الله تعالى في سورة الأحزاب (إذ جاءوكم من فوقكم) آي من الشرق وهم غطفان خرجوا في آلف. عليهم عوف بن مالك، وعيينه بن حصن في بنى فزازة، والحارث بن عوف المرى، في بنى مرة. ومسور ابن مخرمه. فيمن تابعه من أشجع (ومن أسفل منكم) وهم قريش وكنانة وكانوا عشرة آلاف قائدهم أبو سفيان وانضم إليهم بنو قريظة ناقضين العهد. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة آلاف. وجعل بينه وبين العدو الخندق وترامى الفريقان بالنبل نبفا وعشرين ليلة. اشتد فيها الحصار على المسلمين ونجم النفاق واضطرب ضعفاء الدين قال الله تعالى (وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا (١٠) هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا (١١) (وإذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) (١٢٩ ورجع المنافقون قائلين: " إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا) (١٣) أراد النبي صلى الله عليه وسلم =