فلما دخل بيني واشتد وجعه قال: هريقوا على من سبع قرب لم تحلل أو كيتهن لعلى أعهد إلي الناس فأجلسناه في مخضب لحفصه زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه الماء من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن ثم خرج إلي الناس فصلى بهم وخطبهم أخرجه الشيخان (١). {
٦٦}
وهذه آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع القوم (قال) ابن شهاب: حدثني انس بن مالك رضى الله عنه أن المسلمين ببناهم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلى لهم لم يفاجئهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبتسم يضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة أرخى الستر، وتوفى من
(١) انظر ص ٨٩ ج ٨ فتح الباري (مرض النبي صلى الله عليه وسلم) (وسبع قرب " الحكمة في هذا العدد أن له خاصية في دفع ضرر السم والسحر. وسيأتي الحديث: أن تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر .. انظر رقم ٨٩ والنسائي في قراءة الفاتحة على المصاب سبع مرات وسيأتي في الحديث رقم ٢١٨ وقل سبع مرات أعوذ بعزة الفاتحة على المصاب سبع مرات وسيأتي في الحديث رقم ٢١٨ " وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ٠ بحث الرقى) " وخطبهم " كان ذلك يوم الخميس قبل وفاته بخمسة أيام كان في مسلم: وهذه أخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدمت بصفحة ٢٥٧ ج ٤ - الدين الخالص طبعة أتولى وروى أن أخر خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم معصوب الرأس وجلس في اسفل مرقاة من المنبر فحمد الله واثنا عليه وقال أيها الناس بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم فهل خلد نبي قبلي فيما بعث إليه فاخلد فيكم؟ ألا إنى لاحق بربى وإنكم لاحقون بي فأوصيكم بالمهاجرين الأولين خيرا أتوصى المهاجرين فيما بينهم فان الله تعالى يقول (والعصر أن الإنسان لفي خسر أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وان الأمور تجرى بإذن الله) استبطاء أمر على استعجال فان الله عز وجل لا يعجل بعجلة أحد: فمن غالب الله غلبه ومن خاضع الله أخضعه.، فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. وأوصيكم بالأنصار خيرا فغنهم الذين تبوءاوا الدار والأيمان من قبلكم أن تحسنوا إليه. آلم يشاطروكم في الثمار؟ آلم يوسعوا لكم في الديار؟ آلم يؤثروكم على أنفسهم وبهم خصاصة الله فمن ولى أن يحكم بين رجلين فليقبل من محسنها ولا تجاوزوا عن سيئهم. إلا ولا تستأثروا عليهم إلا وأنى فرط لكم وأنتم لاحقون بي إلا فان موعدكم الحوض، إلا فمن احب أن يجيد على غدا فليكف يده ولسانه (انظر ص ٤٤٨ من كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للأستاذ محمد رضا).