للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لولا ذلك لأبرز قبره خشي أن يتخذ مسجدا. أخرجه البخاري (١) {٧٢}

(١١) أنواع المرض: المرض نوعان: مرض القلوب، ومرض الأبدان

(١) فمرض القلوب نوعان:

(الأول) مرض شبهة وشك وهو المراد بقوله تعالى: " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً " (٢) وقوله تعالى: " وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً " (٣)

(الثاني) مرض شهوة وغى، قال الله تعالى: " يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ " (٤) فهذا مرض شهوة الزنا (هذا) وطب القلوب إنما يكون من طريق الرسل والدعاة إلى الخير المهديين. فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها وخالقها وبأسمائه وصفاته وافعاله وأحكامه وأن تكون مؤثرة لمرضاته تعالى ولمحابة متجنبة لمناهية ومساخطة. ولا صحة لها ولا حياة ألبته إلا بذلك ولا سبيل إلي تلقى القلوب طبها إلا من جهة الرسل وورثتهم. وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم فغلط.

(ب) وأما مرض الأبدان فهو المراد بقوله: " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ " (٥) وذكر مرض البدن في الوضوء والصوم والحج لسر بديع. ذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة:


(١) انظر ص ٩٨ ج ٨ فتح الباري (مرض النبي صلى الله عليه وسلم)
(٢) البقرة: ١٠
(٣) المدثر: ٣١ وصدر الآية: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة
(٤) الأحزاب: ٣٢
(٥) النور: ٦١