للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن) أبى سعيد الخدرى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه فقال: اسقه عسلا فسقاه، ثم جاءه فقال أنى سقيته فلم يرده إلا استطلاقا ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا فسقاه فبرا " أخرجه أحمد والشيخان والترمذى وقال حسن صحيح (١) {

٨٥}

في قول النبي صلى الله عليه وسلم، وكذب بطن أخيك: إشارة إلي أن هذا الدواء نافع وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن لكثرة المادة الفاسدة فمن ثم أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها فكان كذلك وبرأ بإذن الله.

(٢) الجبة السوداء: هي دواء عام النفع عظيم الفائدة. وهى مذهبه للنفع نافعة من حمى الربع والبلغم مفتحة للسدد والريح مخففة ليلة المعدة وإذا دقت


(١) النحل: ٦٨، ٦٩ (وأوحى ربك إلى النحل) ألهمها (أن أتخذى من الجبال بيوتا) آي مساكن توافقها في كوى الجبال وتجويف الشجر وفى العروش التي يبنيها الناس. ومن كمال قدرته تعالى أن الهم النحل اتخاذ بيوت على شكل مسدس ذي أضلاع متساوية وليس فيه خلل ولا فرج والهمها أن تجعل عليها أميرا نافذا حكمه وألهمها أن تجعل على كل باب خلية بوابا لا يمكن غير أهلها من دخولها. والهمها الخروج من بيوتها فترعى ثم ترجع إليها ولا تضل عنها (ثم كلى من كل الثمرات) (آي حلوها ومرها وطيبها ورديئها ٠ فاسلكي سبل ربك) طرقه في طلب المرعى (ذللا) جمع ذلول حال من السبل آي مسخرة لك غير متوعرة لا تضلي عن العود منها إلى مسكنك.

والمراد بالشراب العسل ومعنى (مختلف ألوانه) أن بعضه ابيض وبعضه أحمر وبعضه أزرق وبعضه أصفر باختلاف مأكولها. وهو يخرج من أفواهها عن الجمهور (فيه شفاء للناس) من معظم الأمراض. وقيل شفاء لجميعها. ففي الباردة يستعمل خالصا وفى الحارة يستعمل مشوبا بغيره (روى) عن ابن عمر أنه كان لا يشكو قرحة ولا شيئا إلا جعل عليها عسلا حتى الدمل وكان بعضهم يكتحل به ويستنشق. وبالجملة فهو من أعظم الأغذية وأنفع الأدوية.