للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاكتحال به (لحديث) ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشى وخير ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثا يبتدئ بها ويختم بها وفى اليسرى اثنين " أخرجه أبو الحسن رزين بن معاوية (١) {٩٨}

وحاصل ما ورد في كيفية الاكتحال أنه يكون ثلاثا في كل عين أو اثنين في كل عين وواحدة بينهما أو في اليمين ثلاثا وفى اليسرى ثنتين أرجحها الأول (٢).

هذا ويعالج الرمد بالسكون وترك الحركة. والحمية يهيج الرمد وقد حمى إن النبي صلى الله عليه وسلم صهيبا من التمر وأنكر عليه أكله وهو ارسد وحمى عليا من الرطب لما أصابه الرمد. وكان صلى الله عليه وسلم إذا رمدت عين امرأة من نسائه لم يأتها حتى تبرأ عينها. هذا وفى الرمد منافع كثيرة: منها ما يستدعيه من الحمية والاستفراغ وتنفية الرأس والبدن من فضلاتها والكف عما يؤذى النفس والبدن من الغضب والهم والحزن والحركات العنيفة والأعمال الشاقة. وفى أثر سلفى: لا تكرهوا الرمد فإنه يقطع عروق العمى. ومن أسباب علاجه ملازمة السكون والراحة وترك مس العين والاشتغال بها. وقد روى في حديث مرفوع (الله اعلم به)


(١) الرمد بفتحتين: ورم خار يعرض في بياض العين.
(٢) انظر ص ١٦١ ج ٣ تحفة الأحوذى (ما جاء في السعوط) وسيأتي بيان السعوط و (اللدود) بفتح اللام الدواء يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقاه أو يدخل بإصبع وغيرها ويحتك به. (والمشى) بفتح فكسر فشد فعيل من أتمشى وهو ما يؤكل أو يشرب لاطلاق البطن.