للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحجامة والفصد من خير الأدوية عند الداعية (لحديث) على بن أبى طالب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الدواء الحجامة والفصادة، أخرجه أبو نعيم في الطب ورمز السيوطى لضعفه (١) {١١٤}

وعن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن امثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " أخرجه البخاري والنسائي (٢) {١١٥}

والخطاب لأهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن بجذب الحرارة لسطح الجلد. ومسام أبدانهم واسعة ففي الفصد لهم خطر فالحجامة أولى والخطاب أيضا لغير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم (قال) ابن سيرين: " إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم " أخرجه الطبري بسند صحيح وقال: وذلك أنه يصير حينئذ في انتفاض وانحلال من قوى بدنه فلا ينبغي أن يزيده وهنا بإخراج الدم. ومحله حيث لم تتعين حاجته إليه ولم يعتده (٣).

هذا والحجامة تنفى سطح البدن أكثر من الفصد. والفصد ينفى أعماق البدن وهى للصبيان وفى البلاد الحارة أولى من الفصد وآمن غائلة وقد تغنى عن كثير من الأدوية ولهذا وردت الأحاديث بذكرها دون الفصد (والتحقيق) أنهما يختلفان باختلاف الزمان والمكان والمزاج فالحجامة في الأزمان والمكنة الحارة والبدان الحارة آلتي دم أصحابها في غاية النضج أنفع والفصد بالعكس ولهذا كانت الحجامة أنفع للصبيان ولمن لا يقوى على الفصد (٤) وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن أتتداوى بالأخف لا ينتقل إلي ما فوقه. فمتى أمكن التداوى


(١) انظر ص ٤٧٢ ج ٣ مناوى رقم ٤٠٠٨
(٢) تقدم رقم ٩٦ ص ٤٩
(٣) انظر ص ١١٦ ج ١٠ فتح البارى (الحجامة من الداء).
(٤) انظر ص ١١٦ ج ١٠ فتح البارى (الحجامة من الداء).