للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن في لبن اللقاح (١) جلاء وتلبينا وإدرارا وتلطيفا وتفتيحا للسدد إذ كان أكثر رعيها الشيخ والقيصوم والبابونج والأقحوان والإذخر (٢) وغيرها من الأدوية النافعة للاستسقاء.

وهذا المرض لا يكون إلا مع آفة في الكبد، ولبن اللقاح العربية نافع من السدد لما فيه من التفتيح والتلبين والإدرار والجلاء قال الرازى: لبن اللقاح يشفى أوجاع الكبد وفساد المزاج وهو ارق الألبان وأكثرها مائية وحدة وأقلها غذاء ن فلذا صار أقواها على تلطيف الفضول وإطلاق البطن وتفتيح السدد لما فيه من الملوحة اليسيرة ولذا صار أخص اللبان بتطرية الكبد وتفتيح سدده وتحليل صلابة الطحال إذا كان حديثا وإنما ينفع من الاستسقاء إذا استعمل بحرارته آلتي يخرج بها من الضرع من بول الفصيل وهو حار كما يخرج من الحيوان فإن ذلك يزيد في ملوحته وتقطيعه الفضول وإطلاقه البطن فإن تعذر انحداره وإطلاقه البطن وجب أن يطلق بدواء مسهل ولا يلتفت إلى ما يقال من أن طبيعة اللبن مضادة لعلاج الاستسقاء فإن لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء وشدة المنفعة فلو أن أنسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفى به وقد جرب في قوم تزحوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى استعماله فعوفوا، وانفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب (٣)

(١٢) الحجامة والفصد: (الحجامة) هي شرط الجلد بنحو موسى وجذب الدم بالمحجم ونحوه (٤)

(والفصد) قطع العرق لأخراج الدم عند الداعية وإلا فلا ينبغي إخراجه بل تركه أنفع فهو يقوى البدن لأنه من خالص الغذاء الذي هو قوام البدن.


(١) اللقاح بكسر اللام جمع لقحة وهى الناقه ذات اللبن
(٢) (القيصوم) نبات بالبادية منظف كالبابونج وهو الأقحوان، بضم فسكون فضم: نبات له نور ابيض لا رائحة له. و (الإذخر) بكسر فسكون فكسر: بنت بالحجاز له رائحة طيبة منظف.
(٣) انظر ص ٧٨ ج ٣ زاد المعاد (هدية رسول الله صلى الله عليه وسلم فى داء الاستسقاء).
(٤) يقال حجمه الحاجم حجما من باب قتل: شرطة، واسم الصناعة حجامة بالكسر.