للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما في حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من رغب عن سنتي فليس مني. أخرجه مسلم والنسائي (١) {٥٧}.

ومنهم من زاد الطين بلة فزعم إباحة حلقها أن لم ترض النساء بإعفائها وبعضهم يزعم أن إعفاء اللحية من القوميات والعادات ولا مدخل لدين فيه. "ولئن سلمنا" جدلا أنه من العادات فقط "فلم" لا نتأسى بعادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والخلفاء الراشدين، والصالحين من الأمة المحمدية.

(وقد) روى العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة (الحديث). أخرجه الأربعة إلا النسائي، وقال الترمذي: حسن صحيح (٢) {٥٨}.

وقال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين، نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) (١١٥) سورة النساء. فهؤلاء الذين يشاقون الشريعة وينبذونها، قد توعدهم الله تعالى "فهم" وإن مد الله لهم في الدنيا ولم يعجل فيها عقوبتهم "سينالهم" في أخراهم ما هم به جديرون من عذاب. قال تعالى: (والذين كذبوا بأياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم أن كيدي متين) (١٨٢، ١٨٣) سورة الأعراف، نسأل الله تعالى السلامة من الفتن.


(١) انظر رقم ١٥ ص ٤٦ ج ١ - الترغيب والترهيب (الترهيب من ترك السنة) والمعنى أن من رغب عن السنة أعراضا عنها معتقدا أرجحية عمله فليس على ملتي لأن اعتقاد ذلك كفر وأن كانت الرغبة عنها بنوع من التأويل فمعناه ليس على طريقتي السمحة.
(٢) هذا بعض الحديث رقم ٣ بالتوحيد ص ٤.