قال:" العين حق ولو كان شئ القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا " أخرجه أحمد ومسلم والحكيم الترمذى وابن حبان (١){١٤٢}
معناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى ولا تقع إلا على حسب ما قدرها وسبق بها علمه فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى (وفى الحديث) صحة أمر العين وأنها قوية الضرر. (وإذا استغسلتم) بالبناء للمجهول آي إذا طلب منكم من نظرتم إليه أن تغسلوا له أطرافكم فأجيوه (وظاهر الأمر) الوجوب فمن خشي الهلاك وكان اغتسال العائن مما جرت العادة بالشفاء به فإنه يتعين (وكيفيته) أن يغسل العائن وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وأطراف رجليه وما تحت إزاره في إناء ثم يصب ذلك الماء على راس المعيون وظهره من خلفه ثم يكفأ الإناء وراءه على الأرض (روى) الزهري عن آبى أمامه بن سهل ابن حنيف قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث أن لبط سهل فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا قال: من تتهمون؟ قالوا عامر بن ربيعة قال علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع
(١) انظر ص ١٧١ ج ١٤ نووى (الطب). (ولو كان شئ سابق ... الخ) فيه تأكيد وتنبيه على سرعة تأثير العين وفيه رد على من زعم من المتصوفة أن قوله (العين حق) يريد به القدر أى العين التى تجرى منها الأحكام فإن عين الشئ حقيقته والمعنى أن ما يصيب المعيون من الضرر عند نظر العائن إنما هو بقدر الله السابق لا بشئ يحدثه الناظر فى المنظور (ووجه الرد) أن الحديث ظاهر فى المغايرة بين القدر والعين وإن كنا نعتقد أن العين من جملة المقدور والحديث جرى مجرى المبالغة فى إثبات تأثير يسبق القدر لكان العين لكنها لا تسبق فغيرها أولى. انظر ص ١٥٩ ج ١٠ فتح البارى (العين حق)