للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله اخرج منه أو يقول باسم الله أو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله مادي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اخرج عدو الله وأنا رسول الله. وشاهدت شيخنا (١) يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح آلتي فيه ويقول: قال لك الشيخ أخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وكان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " (٢) وكان يعالج بآية الكرسي ويأمر المصروع بكثرة قراءتها ومن يعالجه وبقراءة المعوذتين وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، واكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله يكون لقلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقيقة الذكر والتعاويذ والتحصينات النبوية والإيمانية فتلقى الروح الخبيئة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه. هذا ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى من هذه الأرواح الخبيثة وهى في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت (٣) ولا عاصم للإنسان من الشيطان إلا ذكر الله تعالى فإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى.

(٢١) دواء الجنون: قد ورد في هذا معجزة عظيمة كي صلى الله عليه وسلم (روى) سليمان بن عمرو بن الآحوص عن أم جندب قالت: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر ثم انصرف وتبعته


(١) (شيخنا) يعنى شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن تيمية.
(٢) سورة المؤمنون: آية ١١٥
(٣) انظر ص ٨٤ ج ٣ زاد المعاد (هدية صلى الله عليه وسلم فى علاج الصرع)