للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن أبي الدرداء) أن النبي صلى الله عليه وعلى ىله وسلم قال: من خضب بالسوداء، سود الله وجهه يوم القيامة. أخرجه الطبراني في الكبير وفي سنده الوضين بن عطاء وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وضعفه من هو دونهم في المنزلة وبقية رجاله ثقات (١) {٦٢}.

(وعن) ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: يكون في آخر الزمن قوم خضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة. أخرجه أبو داود والنسائي (٢) {٦٣}.

(وقالت) المالكية والحنبلية: يكره الخضاب بالسواد. وهو قول للشافعية مالم يكن لغرض شرعي كإرهاب العدو. وإلا فلا كراهة بل يؤجر عليه. لحديث صهيب أن النبي صلى الله عليه وعلى ىله وسلم قال: أن أحسن ما اختضبتم به لهذا السواد أرغب لنسائكم فيكم وأهيب لكم في صدور عدوكم. أخرجه ابن ماجه بسند حسن (٣) {٦٤}.

ولإطلاق الحديث قال أبو يوسف: يجوز الخضاب بالسواد مطلقا، وروى عن عثمان.


(١) انظر ص ١٦٣ ج ٥ مجمع الزوائد (الشيب والخضاب).
(٢) انظر ص ٨٧ ج ٤ سنن أبي داود (في خضاب السواد). ص ٢٧٨ ج ٢ مجتبي و (لا يريحون) بفتح الباء، أي لا يشمون، من راح يريح ويراح، أو بضم الباء من أراح.
(٣) انظر ص ١٩٩ ج ٢ - ابن ماجه (الخضاب بالسواد). و (لهذا) بفتح اللام. و (أرغب الخ) بيان لكون السواد أحسن فإنه يصير المرء به كالشاب الجميل فترغب فيه امرأته ويهابه العدو.