للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رواية لأبى داود وقال: فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية كلما ختمها جمع بزاقة ثم تفل فكأنما أنشط من عقال.

(هذا) وإذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين ثم بالفاتحة آلتي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها لتضمنها جميع معاني الكتاب.

(وقد) اشتملت على أصول أسماء الله وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة به والهداية منه ذكر أفضل الدعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه وذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به وغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته وضال لعدم معرفته له مع ما تضمنته من إصلاح القلوب والرد على جميع أهل البدع والباطل. وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء (١)

(وقد) قيل إن موضع الرقية منها: " إياك نعبد وإياك نستعين" ولا ريب أن الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل والالتجاء والاستعانة والافتقار والطلب والجمع بين أعلى الغايات وهى عبادة الرب وحده وأشرف الوسائل وهى الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرهما.

(قال) ابن القيم: ولقد مر بى وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه


(١) انظر ص ١٥٥ ج ١٠ فتح البارى (الرقى بفاتحة الكتاب). وانظر تمام بيان بعض ما تضمنته الفاتحة من الأسرار والعجائب بص ٧٢ وما بعدها من الجزء الثالث من لدين الخالص طبعة أولى. وص ٣٦٨ ج ٢ طبعة ثانية.