للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم فسأله فإذا هو مثل الفرخ لا يأكل شيئا إلا يخرج من دبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك؟ قال يا رسول الله بينا أنت تصلى قرأت في صلاة المغرب القارعة ثم مررت على هذه الآية: " يومَ يكونُ الناسُ كالفَراشِ الْمبثوث * وتكونُ الجبِالُ كالعِهْن المنقوشِ " فقلت إي ربى. فما كان لي من ذنب أنت معذبي عليه في الآخرة فعجل عقوبتي في الدنيا فرجعت إلى أهلي فأصابني ما ترى.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئسما صنعت جلبت لنفسك البلاء لو سألت الله العافية في الدنيا والآخرة؟ قال فما أقول؟ قال تقول " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (١) ثم دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأ وقام كأنما نشط من عقال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله حثنا آنفا على عيادة المريض فمالنا في ذلك من الأجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المرء المسلم إذا توجه إلى أخيه المريض يعوده خاض في الرحمة إلى حقوية (٢) ورفع له بكل قدم درجة وكتب بكل قدم حسنة وحط عنه به خطيئة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة وكان المريض في ظل عرش الرحمن، وكان العائد في ظل عرشه، ثم يقول لملائكته كم احتبس عند عبدي المريض (٣)؟ يقول الملك إذا كان لم يطلى احتبس عنده فواقا (٤) قال اكتبوا له عبادة ألف سنة ثم يقول للملك كم احتبس؟ فإن كان أطال الحبس يقول بساعة اكتبوا له دهرا والدهر عشرة ألاف سنة إن عاش لم يكتب عليه خطيئة واستأنف العمل وإن مات قبل عشرة آلاف سنة دخل الجنة " أخرجه ابن شاهين وقال موضوع


(١) البقرة: ٢٠١
(٢) الحقو: بكسر فسكون الخاصرة
(٣) احتبس أى عائد المريض
(٤) (الفواق) بضم الفاء وفتحها الزمان بين حلبتى الناقة