للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النهى فجأة هذه الأحاديث عن تمنى الموت والدعاء به إنما هو لنزول بلاء أو محنة دنيوية لما فجأة رواية ابن حبان: " لاَ يَتَمَنَّنَيَن أحَدُكَمَ الْمَوْتَ " لضر نزل به فجأة الدنيا. أما إن تمناه لضر أخروي كأن خشي فتنة فجأة الدين فهو جائز. فقد قال معاذ بن جبل: قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا رأى فيها الله تعالى وفيها أن الله تعالى قال له: سل. فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم أنى أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة فجأة قومي فتوفني غير مفتون. واسالك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حيك. أخرجه أحمد والطبرانى والحاكم والترمذى وقال حسن صحيح (١). {٢٩٠}


(١) الرؤيا هى ما فى قول معاذ: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس فخرج سريعا فثوب بالصلاة (أى أمر بإقامتها) فصلى وتجوز فى صلاته فلما سلم دعا (أى نادى) بصوته فقال ليا: على مصافكم كما أنتم. ثم انتقل الينا. فقال: أما إنى سأحدثكم ما حبسنى عنكم الغذاة إنى قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لى فنعست (بفتح العين) فى صلاتى فاستثقلت فإذا أنا بربى فى أحسن صورة. فقال يا محمد. قلت لبيك رب. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ (الملائكة) قلت لا أدرى رب. قالها ثلاثا. قال فرايته وضع كفه بين كتفى قد وجدت برد أنامله بين ثديى فتجلى لى كل شئ وعرفت فقال يا محمد قلت رب لبيك. قال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: فى الكفارات قال: ما هن؟ قلت مشى القدام الى الجماعات. والجلوس فى المساجد بعد الصلاة. وإسباغ الوضوء فى المكروهات قال ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: سل (الحديث) انظر ص ١٧٤ ج ٤ تحفة الأحوذى