للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٣) تمنى الموت: يكره للشخص تمنى الموت والدعاء به لضر دنيوي نزل به كمرض أو فاة أو محنة أو نحوها من مشاق الدنيا (لحديث) أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه. إنه مات أحدكم انقطع عمله. وإنه لا يزيد المؤمن من عمره إلا خيرا " أخرجه أحمد والشيخان والنسائي والبيهقى (١). {٢٨٧}

(وحديث) أم الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على العباس وهو يشتكى فتمنى الموت. فقال: يا عباس يا عم رسول الله. لا تتمن الموت إن كنت محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك. وإن كنت مسيئا فإن تؤخر تستعتب خير لك فلا تمن الموت. أخرجه أحمد والطبرانى والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين (٢). {٢٨٨}

(وحديث) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَتَمَنَّيَن أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنيا للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي. وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ". أخرجه السبعة والبيهقى (٣). {٢٨٩}


(١) انظر ص ٤٤ ج ٧ - الفتح الربانى (كراهة تمنى الموت .... ) و (من قبل أن يأتيه) هو فيدفى حالتى والتمنى والدعاء ومفهومه أنه إذا حل به الموت لا يمنع من تمنيه رضاء بلقاء الله. و (انقطع عمله) فيه إشارة الى ان حكمه النهى عن تمنى الموت والدعاء به هو انقسطاع العمل بالموت والعمل يراد به الثوب ولو لم يكن إلا استمرار التوحيد فهو افضل الأعمال.
(٢) انظر ص ٤٦ ج ٧ - الفتح الربانى (مراهة تمنى الموت) و (تستعتب) من الاستعتاب وهو طلب زيادة العتاب أى تطلب رضاء الله تعالى بالتوبة والاستغفار.
(٣) انظر ص ٩٩ ج ١٠ فتح البارى (تمنى المريض الموت) وص ٧ ج ٧ نووى (كراهة تمنى الموت) وص ٢٤٢ ج ٨ - المنهل العذب. وص ٢٥ ج ٢ تحفة الأحوذى (النهى عن تمنى الموت). (فإن كان لابد) أى إن كان من نزل به الضر لابد من طلبه الموت فليطلبه مفوضا إلى علم الله كأن يقول: اللهم أحينى ما كانت الحياة خيرا لى من الموت بان تكون الطاعة غالبة على المعصية والأوقات خالية من الفتن (وتوفنى) إذا كان الامر على خلاف ما ذكر.