للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حين قالوا أن الرسول قد أمسي ... وافقته منية المكتوب

حين جئنا أل بيت محمد ... فاشاب القذال منى مشيب (١)

حين رينا بيوته موحشات ... ليس فيهن بعد عيش غريب

فعراني لذاك حزن طويل ... خالط القلب فهو كالمرعوب

وقالت أيضا:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برا ولم تك جافيا

وكنت رحيما هاديا ومعلما ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لأنفذنا ما أبكي الحروب لموته ... ولكن لهرج كان بعدك آتيا (٢)

كأن على قلبي لفقد محمد ... ومن حبه من بعد ذاك المكاويا (٣)

أفاطم صلى الله رب محمد ... على جدت أمسى بيثرب ثاويا (٤)

أري حسنا أيتمته وتركته ... يبكى ويدعو جده اليوم نائيا

فدى لرسول الله أمي وخالتي ... وعمى وآبائي ونفسي وماليا

صبري وبلغت الرسالة صادقا ... ومت صليب الدين ابلج صافيا (٥)

فلو أن رب العرش أبقاك بيننا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا


(١) (القذال) بفتح القاف جماع مؤخر الراس.
(٢) (الهرج) بفتح فسكون الفتن والاختلاط وفسره النبى صلى الله عليه وسلم فى اشراط الساعة بالقتل
(٣) (المكاويل) جمع مكواة وهى خديدة يحرق بها الجلد.
(٤) (افاطم) بالترخيم مفتوح الميم أو مضمومها (والجدث) بفتحتين القبر و (ثاويا) أى ماكثا.
(٥) (صليب الدين) أى قويمة وفى رواية صليب العود بضم العين يكنى بها الجسم (وابلج) أى مشرق.