للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بهم ثلاث مرات.

فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا حي أجسامنا حتى نقتل حي سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا. أخرجه مسلم (١). {٣٢٥}

فيه ستة أدلة: كونها مودعة حي جوف طير. وأنها تسرح حي الجنة وأنها تأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها. وأنها تأوي إلى تلك القناديل. وأن الرب تعالى خاطبها واستنطقها فأجابته. وأنها طلبت الرجوع إلى الدنيا فعلم أنها مما يقبل الرجوع. وهذه أوصاف للروح المودعة حي الطير. وأطال ابن القيم حي ذكر الأدلة على جسمية الروح حتى أوصلها إلى ستة وعشرين ومائة دليل، وذكر شبه المتنازعين حي جسميتها وردها ردا مسهبا (٢)، وفيما ذكرناه الكفاية.

(٢) مصير الروح بعد خروجها: دلت الأحاديث الصحيحة أن روح العبد الصالح تخرج بسهولة وتصعد إلى الملاء الأعلى فتحوز الرضا والقبول ثم ترجع إلى جسدها حي القبر فيسأل ويجيب أحسن الجواب ويفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها وتكون روحه حي عليين إلى يوم البعث والنشور. وأما الفاجر والمنافق فتحضره ملائكة العذاب ويرى مكانه من النار ن وتصعد روحه إلى السماء فتغلق دونها وترجع إلى جسدها ملعونة ممقوتة، فيسأله الملكان وهما على أقبح صورة فلا يجيب، فيذوق العذاب ألوانا، ويضيق عليه القبر ويفرش له من النار ويفتح له باب من جهنم وتكون روحه في سجين إلى يوم


(١) انظر ص ٣١ ج ١٣ نووى (بيان أن ارواح الشهداء فى الجنة) وفيه بيان أن الجنة مخلوقة موجودة. وهو مذهب أهل السنة وهى التى اهبط منها أدم وينعم فيها المؤمنون فى الاخرة.
(٢) انظر ص ٢٨٥ وما بعدها من كتاب الروح.