للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النسم طيرا تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس حي جسدها أخرجه أحمد والطبرانى وفيه ابن لهيعة متكلم فيه (١). {٣٢٨}

(فهذه) الأحاديث تدل على أن أرواح المؤمنين شهداء وغير شهداء حي الجنة إذا لم يحبسهم عنها كبيرة ولا دين. وبه قال أبو هريرة وابن عمر وأحمد والجمهور لقوله تعالى: " فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {٨٨} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ " (٢). ذكر أن الميت ثلاثة أقسام: مقربين حي الجنة. وأصحاب اليمين سالمين من العذاب. ومكذبين لهم " نُزُا مِنْ حَمِيمِ وتصلي جحَيِم " (وقيل) إن الحي حي الجنة إنما هو أرواح الشهداء (لقوله) تعالى: " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " (٣) (ولحديث) ابن عباس أن المسيء صلى الله عليه وسلم وقال: لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم حي جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها فأوى إلى قناديل من ذهب معلقة حي ظل العرش. فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومثيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أننا أحياء حي الجنة نرزق لئلا يزهدوا حي الجهاد ولا ينكحوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا ابلغهم عنكم وأنزل: " وَلاَ تَحْسبَنَّ الّذِينَ قُتِلُوا حي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاَ " الآية. أخرجه أبو داود. تفرد به عبد اله بن إدريس عن محمد بت إسحاق (٤). {٣٢٩}

(وعن) كعب بن مالك أن المسيء صلى الله عليه وسلم قال: إن أرواح


(١) انظر ص ٣٢٩ ج ٢ مجمع الزوائد (الأرواح).
(٢) الواقعة: ٨٨ و ٩٩
(٣) آل عمران: ١٦٩.
(٤) (انظر ص ٣٢٢ ج ٢ عون المعبود ٠ فضل الشهادة) و (مقليهم) بفتح فكسر أى مأواهم للراحة وقت الظهيرة (ولا ينكلوا) بضم الكاف اى لا يجيبوا.